((مــلــحــمــة كربلاء))

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله كما يحب الله أن يُحمد، وكما هو أهله، وكما ينبغي لكرم وجهه وعزِّ جلاله. والصلاة والسلام على أحب الخلق إليه محمد وآله، السادة والقادة، والقدوة والأُسوة، الذين أرجو أن أكون ممن والاهم، وعادى أعداءهم، وبعد:

فهذه قصيدة تبلغ أبياتها خمسمائة وخمسة وثلاثين بيتاً في الثورة الحسينية منذ بدايتها حتى مصرع الحسين عليه السلام. وقد عنونتُها بـ: {ملحمة كربلاء}. وتليها قصيدة عنونتُها بـ:{ملحمة البطولة والوفاء} في رثاء أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام. وتبلغ أبياتها خمسة وعشرين بيتاً مربعاً عدا المُستَهَل.

والقصيدتان من{حصاد السجن}، فقد وُفِّقتُ لنظمها مع قصائد أخرى في سجني الثاني. وكان الفراغ من الأولى في الساعة الواحدة ظهراً من يوم السبت 26/ذي القعدة 1417هـ الموافق 5-أبريل-1997م. كما كان الفراغ من الثانية في 27/ربيع الأول 1417هـ الموافق 11-8-1996م.

أسأل الله كما وفَّقني لنظمهما مع ما معهما من قصائد أخرى في مدح ورثاء الرسول وأهل بيته عليهم السلام أن يمُنَّ عليَّ بالقبول، وأن يجعل الجميع عملاً خالصاً لوجهه الكريم. وهو سبحانه ولي التوفيق.

8-ذو الحجة-1422هـ

20-2-2002م

عبد الأمير منصور الجمري

((مــلــحــمــة كربلاء))

 

حسينَ الخـلـود أبـــا الثـائـريــنْ ويــا مِـشـعـلَ الـدرب للسائـريـنْ
حسيــنٌ ومـا أعـذبَ اسـمُ الحسيـنْ وأعـظـمَ شـوقـي لـه والـحـنـيـنْ
سفـيـنَ النـجـاة جـمـالَ الـحـيـاة وقـبـلـةَ أحـرارهـا الـصـامـديـنْ
ومـن سـنّ لـلـنـاس نـهـج الإبـا
ومـن كـتـب الـنـصـر حتى النشور
وأطـروحـةَ الـرفـض لـلظـالـميـنْ
لـديــنِ الـهـدى بـدمـاء الـوتـيـنْ
فـداؤك روحـي يـا ابـن الـبـتـول وأرواحُ أهـلـي والـعــالـمــيــنْ
مـصـابـك بـالـطـف أقسى مصاب دهـى بـيـضـة الـديـن والـمسلميـنْ
لـتـصـويـره ضـاق عنـه الـبيـان وخـطـب كذا يـــخـرس النـاطـقينْ
فـجـائـع يـومـك يــا سـيــدي كـأسـراره تـعـجـز الــذاكـريــنْ
وإن شـئـتُ ذكـرَ الـخـطوب العظام فـأيّـاً أقــدّمــه يــا حـسـيــنْ
أرى كـلَّ خـطـب عـظـيــماً لــه تُـسـيـل مـدامـعَـها كـلُّ حـيــنْ
وإنـــي لـمسـتــأذِنٌ ســيــدي ومـسـتـلـهـمٌ مـنـك نـوراً مبـيـنْ
لــذكـرِ الـحـوادث فــي ثــورةٍ بـهـا وَضَـحَ الـحـق لـلطـالـبـيـنْ
بـمـلـحـمة إن تـفـزْ بـالـقـبـول لـديـك فـذاك مـرامـي الـثـمـيـن
**********
أراد ابـنُ هـنـد يـزيـدُ الـفـجـورْ ورمـزُ الأراذل والـسـاقــطــيــنْ
مـن ابـنِ الـبـتـول حسيـن الـفخار وحـارسِ شـرع الـنـبـي الأمـيــنْ
مـبـايَـعـةً وهـي الـمسـتـحـيـل فـأنـى يـبـايـع مـثـلُ الـحسـيـنْ
وكـيـف يـبـايــع مَــن للأبــاة هـو الـقـدوة الـحـق، والـصـابريـن
فأعـلـن سـبـطُ الــهـدى رفـضَـه مـبـايَـعَةَ الـرمـز لـلـمجـرمـيـن
ولـعـلـع صـوتُ الإبــاء والـصُّمودْ بـصـرخــة ذي عــزة لايـلـيــن
صـداها يُـدوّيْ بـسـمـع الـزمـان ويُـسقِـطُ أسـطـورةَ الـظـالـمـيـن
لأمـرٌ مُـحـالٌ خـضـوعـي لـهـم فـهـيـهَـات مـنـّا يَـذِلُّ الجـبـيـن
أبــى الله ذاك لـنـا والــرســولْ كـــذا الأبُ والأمُّ والــمـؤمـنــون
***********
ومُـذْ رفَـضَ السـبـطُ لـم يـكُ فـي مـديـنـة طــه مِـن الآمــنـيــنْ
فـــرام مــغــادرةً لـلــديــارْ بـإخـوتـه والــنســا والـبـنـيـن
وودع قـبـر الـنـبـي الأمــيــن وفـاطـمـةٍ والـزكــيِّ الأمــيــن
وعـفّـر خـديــه فـوق الـقـبــور بـحـزن عـمـيـق ودمـع سـخـيـن
وسـار  بـــأُسـرتـه قــاصـــداً إلـى مـكـة مـأمــن الـقـاصـديـن
وثَـمَّـة حـفـت جـمـوعُ الـحجيـج بـخـيـر الـورى قـائـدِ الـمـؤمنيـن
وأنـى لـهـم مـثـلِ سـبـطِ الرسولْ بـنـاطـق حـقٍّ مـنـيـرٍ مــبـيـن
***************
وأمـطـر أهـلُ الــعـراقِ الـحسيـن   بـكُـتْبِـهُمُ الـكُـثْـرِ مسـتـصرخيـن
أيـا بـن عـلـيٍّ وسـبـطَ الـرسـول   ويـا مـن هـو الـكَـهـفُ لـلاّجئيـن
إلـيـك الـلـجـوءُ وهـل مـنـقــذٌ   سـواك مـن الـظـلـم والـظالـمـيـن
فـأنـت الإمـامُ وفـيـك الــخـلاصْ   فـعـجِّـل إغـاثـتـنـا يـا حـسـيـن

 

ومـن كالـحسـيـن يـلـبـي النـداء   ومـن مـثـلُـه يُـنـقِـذُ الـمسلمـيـن

 

********************
فـأرســل مـسلـمـاً الـعـالــم ال   مُحَـنَّـك واقـعَـهــم يَســتـبـيـن
وكـذا جـدَّهـم وهـو أهـل لـمـا اس   تُنيـبَ لـهُ والـسـفـيـر  الأمــيــن
وأصـحـبـه بـكـتـاب عـظـيــم   أبـان بـه عـنـه لـلـمُـرسـلـيــن
ومـنـذ أتـى انـهــال آلافُــهــم   عـلـيـه لـبـيـعـتـه مُـسْـرعـين
ولـكـنَّ أعــوان آل الـطــلـيــق   لـطـاغـوتِـهـم بـادروا مُـخْـبريـن
فـأرسـل لـلـمـصـر نـذْلاً حـكـاه   مـروقـاً وكـفـراً وخُـلْـقـاً وشـيـن
وأعـنـي بـه ابْـنَ زيــاد الـزنـيـم   مُـحـصَّـلَـة الـعـار والـساقطـيـن
فـقـام بـتـفـريـق تـلـك الـجموع   بـشـتـى الـوسـائـل ذاك الـلعـيـن
وسـاعـده غــدر أهـل الــعــراق   عـدى فـئـة الـحـق والـمـخلصيـن
وهـم بين من فـي الـسجـون أو الَّ   ذيـن أُبـيـدوا أوِ الـمخـتــفـيـــن
*************
جـزى الله رمـزَ الـسـخـا والـوفـا وأهـل الـمـروءةِ والـصــادقــيـن
شـهـيـدَ الـعـقـيدة حامي الذمار(1) وإن كـلَّـفَ الأمـرُ قـطـعَ الـوتـيـن

 

(1)الذمار: ما لزمك حفظه مما وراءك وما يتعلق بك/ وذمار الرجل : ما ورائه ويحق عليه أن  يحميه . مجمع البحرين. مادة: ذمر الطريحي.
وأعـنـي ابـنَ عـروة هـاني العظيم   نـصـيـرَ بـنـي الـمصطفى الطاهريـن
***************
ويـا سـاعَـدَ اللهُ قـلـبَ الـسفـيـر   ويـا ســاعَـدَ اللُه قـلـبَ الـحســيـن
فأمـا الـسـفـيـرُ فـقــدنَـا بَــهُ   عـظـيـمُ الـبـلاء مـن الـخائنـيـن
فـبـيـنـا يـفـدّونه بـالـنـفـوس   وبـــالأب والأم والأقـــربــيــن
وبـيـنـا يـحـوطـونـه لـلسيـوف   عــلـى مـن يـنـاوئـوه شـاهـريـن
وبــيــنـا تــزاحَــمُ آلافُـهـم   بــه فــي صَـلاتِـهـم مـقــتـديـن
إذا بِـهِـمُ انـقـلـبـوا لـلـعـهـود   ومـا قـطـعـوا لــه نــاكـثـيــن
ولـلـمـارق ابـنِ الـخـنا أسـلموه   فـيـا لـكَ ذا مــن ضـلالٍ مــبـيـن
فـصـار بـنـفـسـي وحـيـداً لا   مِـنَ الـقـومِ مـؤوٍ لـه أو مـعـيــن
**************
وألـجـأه الأمــرُ أن يسـتـجـيـرْ   بـكـوفــيــة ذات صــدق وديــن
ألا وَهْـيَ طـوعـةُ زوجُ الـخبـيـثْ   أُسَـيـدٍ وأُمُّ بــلالِ الــلــعــيــن
وذانِ الشقـيّـانِ كـانـا مِـن ال   ؤُلــى يـطـلـبـون ابـنَ عـمِّ الحسيـن
ومُـذْ عَـرَفَ الإبـنُ عـن مـسـلـمٍ   مـضـى مـخـبِـراً عـنـه للفـاجِرِيـن
وداهـمـتِ ابـنَ عـقـيـلِ الـجموع   بــلا شــرفٍ أسْــرَه قــاصـديــن
فـمـثَّـل حـيــدرَ فـي بـأسِــه   بــقـوة بـأسٍ فــتـي الأكـرمـيــن
قـد اقـتـلع الـبـابَ بـل قـد دحـاه   وصــال عـلـى زُمَـرِ الـنـاكـثـيـن
فـدمَّـر فـيـهـم بـرغـم الـحِصار   وسـدّ الــدّروبَ كـلـيـثِ الـعـريـن
فـيـالـكَ مــن بـطـلٍ لا يُـقـاس   وذي عِـــزَّةٍ أبـــداً لا يَــلــيــن
فـلـيسـوا عـلـى أسـرِه قـادريـن   ولا الـقـتـلِ –ويـلايَ – لـولا الكمـيـن
*************
حـفـيـرةَ سـوءٍ لـه احـتـفـر ال أراذلُ وانـدفــعــوا هــاربــيــن
وكـانـوا بِـقُـربٍ لـهـا سـاتـرين   وكـانــوا بـمـوقِـعِـهـا عـالِـميـن
وشـدَّ عـلـيـهـم وفـيـها هــوى   فتـى الحـق رمـزُ الـوفـا والـيـقـيـن
ويـالـكِ مــن ســاعــةٍ مُــرَّةٍ   بـها خُـطُـبٌ فـجـرَّت كـلَّ عــيـن
ويـالـكِ دنــيـاً بهـا يؤخـذ الــ   شّريفُ أسـيـراً إلــى الـساقـطــيـن
تــفـيـض دمـاءً جـراحــاتُــه   يُـحــيـطُ بـه زُمَـرُ الـمـارقـيــن
وتـسـتـعـرُ الـنـارُ فـي قـلـبـه   مــن الـحُـزْنِ والـظـمـأ الـقاتِلَـيـن
وبـعـد الإهـانـةِ مِــن ألأم الـــ   لِّئــام ومـستـنـقَــعَ الأرذَلــيـــن
ومـن بـعـد شـتـم الـكـرام ومَـن   لــهـمْ خـادمٌ جـبـرئـيـلُ الأمـيــن
يُـطـارُ بـرأسِ الـعظـيمِ الـكريـمِ   عـلـى الـقـصـر يـا فـجعةَ المؤمنيـن
ويُـلـقـى مـع الجسد الطاهـر الــ   مُقـــــدَّس يــا ذِلّـةَ الـمسلـمـيـن
ويُـسحَـب مِـن رجـلِـه بـالـحبال   مــع الشّـهـم هـانـي أبِ الـنـاصرين
**************
وأمـا الـحـسـيـنُ فـبـعـدَ كـتاب   مــنَ ابـنِ عـقـيـلٍ كـريـمٍ رصيـن
أتـى مـخـبـراً أنَّ مـن قـد دعـوه   لــه سُـرَّعـاً بـايـعـوا طـائـعـيـن
وقـد كـان مـعـتـزماً أن يـسـيـر   لـهـم بـعـد حـجٍ حـمـا الخائـفـيـن
ولكـنْ أحاط بـمــا ثَـــمَّ مِــنْ   مـؤامـرةٍ حـاكَــهـا الـمـجـرمـون
عـلـى أن يـقـوموا بـسفـكِ دمـاه   دمــاءِ الـنـبـيِّ،وقـطـع الــوتـيـن

 

وإن يُـرَ مـسـتـمـسكـاً بـالستـار   لـكـعـبـة مــن بَـرَأَ الـعـالـمـيـن
فـحـوَّل حَــجَّـتَــه عــمــرةً   وأكـمـلَـهـا وأحـــلَّ الــحـسـيـن
وغـادرَ صـونـاً لـبـيـت الإلــه   ومـن أجْــلِ حـقـنِ دم الـمسلـمـيـن
*****************
وَمُـذْ مـوكبُ الـسـبـطِ وافى زرود   وأنـزلَ نِـســوتَـــه والــبـنـيـن
وبـيـنـا يـحـفُّ بــه أهــلُــه   وأصـحـــابُــه إذ رأى راكــبـيَـن
وبـعـد سـلامـهـما اسـتـأذنــاه   بــأن يُـلـقـيـا خـبـراً ذا شُـجــون
ومـن بـعـد إذن أفــاضــا لــه   بــأمـرٍ فـظـيعٍ بـه جــازمـيَــن
ألا وهْــو كـونُ السفـيـرِ العظيـم   وهـانـي بـكـوفـةَ مسـتـشـهـدَيـن
فـيا لـكِ مــن نـكبـةٍ لا تُـقـاس   وتـوهـي الـقـلـوبَ وتـدمـي الجـفون
فـعـينـا حسـيـنٍ لـهـا فاضـتـا   بــدمـعٍ غـزيــرٍ هَـتـونٍ سـخـيـن
وسـالـت مـدامـعُ أهلِ الـحسـيـن   وصـحـبِ الـحـسـيـن وهـاجَ الحنيـن
وأمَّ حسـيــنٌ خــيــامَ الـنسـاء   بـزيـنـبَ داعٍ بـقـلــبٍ حــزيــن
عـلـيَّ بـطـفـلـة مـسـلـمٍ  الـ   عـظـيـم ومـن لـي قــرَّةُ عــيــن
فـجـاءتـه بـنـتُ عـلـيٍّ بـهــا   فـلـمَّا رآهـا كسـتـه الـشــجــون
وكـادت تَـفَـجّـرُ عـيـنـاه بالــ   دموع وتـجــري علـى الـوجـنتـيـن
ورأسُ الـيتـيـمـة صـار الحسيـن   يـمــر عـلـيـه بـكـفٍّ حــنــون
وذا الـفـعـلُ يـفـعلـه بـاليتـيـم

 

  وإذْ هـي تـعــرفُ ذا لـلـحـسـيــن
أحسـَّت بـيـتـمٍ فـفاض الـفــؤاد   أسـىً وسـخـت بـالـدمـوع الــعـيون
وفـي لـوعــةٍ خـاطَـبَـتْـهُ أهـلْ   أصـابَ أبـي –عــمُّ– ريــبُ المـنون
إلـى صـدره ضـمَّـهـا قـائــلاً:   أبــوك أنـا يـا ابـنـةَ الأكرمــيــن
فـحـنَّـت وبـالـنـوح ضجَّ العيـال   كـبـاراً صـغـاراً نـسـاءً بــنـيــن

 

*****************
ومـن بـعـد إطـلاعِ مـن تـابـعوه   بـمـا قــد تـلـقَّـى مـن المخبِـريـنْ
وإذنٍ لـمـن شـاء بـالإنـصــراف   تـفــرَّق مـجـتـمـعُ الـطامـعـيـنْ
وسـار بـمن ثـبـتـوا يقـطـع الـ   فـيـافـي بــحـزمٍ وعـزمٍ رصــيـنْ
وقـد مُـلأت بـالـجـيـوشِ القفـار   غـايـتُـهـم ظـفــرٌ بـالـحـسـيـنْ
وبـيـنـا ابـنُ حـيـدرةٍ ســائـرٌ   بأهليه والـصـحـبِ أهـلِ الــيـقـيـنْ
إذا الـحـرُّ يـرأس ألـفـاً مـن الــ   جنـود لـسـبـطِ الـهــدى طالـبـيـن
وكـانـوا عُـطـاشـا فـأرواهُـــمُ   وكـلَّ الــدوابِ الـرحـيـمُ الـحـنـون
وبـعـد حِـوارٍ مـع الـحـرِّ واشــ   تـداد الـخطـابِ مِــنَ الـجـانـبـيَـن
وإعـلانِ رمـزِ الإبـا رفــضَـه الـ   مـسيـرَ مــع الـحــرّ لـلـظالمـيـن
وبـعـد اتّـفـاقـهـمـا أن يـسيـر   بـدربٍ حسـيـنُ الـهـدى بَـيْـنَ بَـيْـنْ
فـلـيـس إلـى كـوفـةٍ مـوصــلاً   ولـيـس إلـى يـثـربٍ راجِـعـيـــن
وبـيـنـا هـمـا فـي الـطريق الذي    عـلـيـه الـوفـاق من الـقـائــدَيـن
إذا راكـبٌ قــد أتــى حــامــلا   كـتـابـاً مـن ابـنِ زيــادِ الـلـعـيـن
وفـيــه الأوامــرُ لـلـحــِّر أن   يُـجَـعْـجِـعَ فـي سيـره بالـحـسـيـن
فـعارض فـوراً جـنـودُ الـضَّـلال   لـركبِ ابـنِ حـامـي حـمـى المسلمين
فـأحـدثَ هـذا اضـطرابَ الـنّيـاق   وروَّع ذا حـــــرم الـطــاهـريـن
أجَلْ فـي الـمـحامـل قـد أُرعِبَـتْ   قـلـوبُ بـنــاتِ الـنـبـيّ الأمــيـن
تـداخَــلَ مـن شــدَّة الإزدحــامْ   هــوادجُـهـنّ وقـــام الـحـنـيــن
وسـائـت بـذي الحالِ –ويلي- الأمور   وضــاق الـخـنَـاقُ عـلـى الطيبـيـن
*************
وتَـمَّ وقـوفُ جـوادِ الــحســيـن   فـأُبـدلَ آخَـــرَ بــل آَخَــرِيـــن
ولـكـنْ مـن الأرض لـم يـنـبـعثْ   جــوادٌ وأسـفـر وجــه الـمـنــون
فـسـاءَل سـبـطُ الـهـدى صـحبَه   ولــم يَـكُ – قـطـاً – مـن الجاهـلين
ولـكـن-كما قيـل- كـم ســائــلٍ   عـن الأمـر وهـو مـن الـعـالـمـيـن
أيـا صــحـبُ ذي الأرضُ ماذا بـه   تُسـمَّــى إذا كـنـتـمُ عــارفــيــن
فـقـالـوا اسـمُـهـا العقر مع نينوى   وشــاطـي الـفـرات أبـا الـطاهريـن
فـقـال وهـل غـيـره تـعـرفـون   فـقـال وهـل غـيـرهـا تـعـلـمـون
فـقـال انـزلـوا هـهـنـا يا كـرام   فـفـيـهـا مـصـارعـنـا أجـمعيـنـا
وفـيـهـا سـنُسقى بـديلاً عـن الـ   معبـن-ظِمـاءً– كـئـوسَ الــمـنــون
وفـيـهـا سـيـقـتـلُ أطـفـالـنَـا   بـأسـهـمـهـم والـظّـما الـمـعتـدون
وفـيـهـا عـقـائـلُـنـا الـطّاهِراتْ   تُـسـاق سـبـايـا إلــى الـظـالمـيـن
****************
ومذ نـزل ابـنُ الـنـبـيِّ الطفـوف   أَتَـتْـهُ جـيـوشُ الـعـدى مُـحـرِبـين
وضـاقت بـهـم كـربـلا والـفرات   عـن الـسبـط صـاروا لـه مـانِـعـين
ومـن  أعـظـمِ الـظلـم منع الحسين   مـع الآلِ مـاءَ الـفرات الــمَـعـيَــن
أيُـمـنَـع عـن عـتـرة المصطفـى   مـبـاحُ الــورود إلــى الــوارديــن
أفـيـه سـواءٌ جـمــيـع الــورى   عــدى آل بــيـت الـنـبـيِّ الأمـيـن
ألـم يَسْـقِـهِـمْ مـاءَه الـسـبـطُ إذ   تـلاقـى مــع الـحـرِّ والـمـجرمِـين
ولـو لـم يـكـن قـد سـقاهـم وهم   ظـماءٌ لـكـانـوا مـن الـهـالـكـيـن
ألـم يـجـعـلِ اللهُ مـاءَ الـفــرات   بـحـقٍّ صـداقــاً لأمِّ الـحــسـيــن
**************
ويــا يـومَ عـاشـور يـومَ الخلـود   ولـلـديــن أعـظـمَ فـتـحٍ مـبـيـن
ويـومَ الـتّـقـابُـل بـيـن السـمـوّ   وبـيـن الـسّقــوط إلـى الأسـفـلـيـن
ويـومَ الـكرامـةِ والـفـصل بـيـن   فـريـقـي: ذوي الـحـق والمبـطلـيـن
فـريـقـان هــذا جـنـان وذاك   جـهـنّـم مـنـقـلـبُ الـكـافــريـن
ويـا يــومَ رِدَّةِ مـن يُـحـسـبـون   بـظـاهــرِ حـالِـهـِمُ مسـلـمـيــن
ويـا يـومَ عـاشـور مـاذا حـمَـلت   بـأسـهُـمِـهَـا سـيّـدَ الـمُـرسـلـيـن
وحيــدرةً ســــيِّدَ الأوصــيـاء   وفــاطـمــةً  والـزكــيَّ الأمــيـن
*************
وفي صـبـح عاشوراءَ كالمـطـر الـ   غـزيـرِ أتـت أسـهُـمُ الـمـعـتـديـن
وقـد نـفـذ البعـضُ في خـيـم الـ   إمــام وضـجَّـت  نـسـاء الـحسـيـن
فـقـال ابـنُ فـاطـمةٍ أيُّهــا الــ   أحـــبـَّةُ ذي رُسُـلُ الـظـالـمـيـن
فـشـدَّ عـلـى الـقــومِ أنـصـارُه   غِـِضـابـاً كـمـثـلِ لـيـوثِ العـريـن
فـيـا لـِرِجـالٍ أشـــدّاءَ قـــد   سَـقَـوا آل سـفـيـان كـأسَ الـمـنـون
أجـل جـاهـدوا مستميـتـيـن لـلـ   شـهـادة يــومــئــذٍ طــالـبـيـن
ومسـتـعـجـلـيـن لـقـاء الإلــه   وفـيـمـا  أعـدَّ لـهــم راغِــبـيـن
لـذا خـرَّ خـمسـون منهم على الــ   ثـرى ذا ذبـيـحٌ وهـذا طــعــيــن
وصـار بـقـيـتـهـم يـحمـلـون   بـنـصـر الـحسـيـن قـريـريّ عَيـن
أجـلْ واحـداً واحـداً يــبــرُزون   بـخـيـرِ الـمـصـارعِ مُـستـبشِريـن
ولم يُـرَ مـن سـطَّـروا مـثـلَـهـم   عـظـيـمَ الـمـلاحِـمِ عـبـرَ السنـيـن
إلـى أن ثـووا صُـرَّعـاً فـي الثرى   بـزاكـي دمـائــهِـمُ غـــارقــيـن
************
وبـعـدَهُـمُ جـاء دورُ الــكُـمـاة   حُـمـاة الـحـمـى أهـلُ بـيـتِ الحسين
نـجـومُ السّـمـاء رمـوزُ الـوفـاء   جـمـال الـدُّنـا سـادةُ الــعـارفـيـن
لـيـوثُ الـوغـى ورجـالُ الـنّـدى   ومـأوى ذوي الـحـاجـةِ البـائـسـيـن
أجـابـوا الـنـداءَ حـثيـثي الخُطـى   سِـراعـاً لـسـحـقِ قــوى المعتـديـن
ويـالـكَ مـوقـفُـهـم مــوقــفٌ   لـه الـدَّهـرُ طـأطـأَ مـنـهُ الجـبـيـن
بـأسـيـافِـهـم صنـعـوا المُعجزات   وأرضُ الـطـفـوف مـن الـشـاهـديـن
فـقـد مـلـئـوا سطحَـهـا بالجسوم   إلـى حـيـثُ كــادَ بــأنْ لا يـبـيـن
*****************
وكـان شـبـيـه الـنـبـيّ العظيـم   لمصرعـــــه أوّلَ البــــــارزين
بـخَـلـق وخُـلـقٍ وفـي مـنـطقٍ   بحـقِّ حكــــى خـــاتمَ المرســلين
وفـي حَـمَـلاتٍ تَـفُـلُّ الـجـمـوع   حكـى حيـــدراً بطـــلَ المســلمين
وفـي قِـصَـرِ الـعُـمْـر قد أشبه الـ   بــتول أجـــل نســـا العـــالمين
كـمـا أشـبـه الـمـجتبى في السّماح   وفـي هيبتـــةٍ وســـخاء اليديـــن
وأشـبَـهَ والـــدَه فـــي الإبــا   ورفـض الخضـوع إلــى الظـــالمين
**************
ويـالـكِ مـن ســـاعةٍ للـــوداع   بـها قــد عــلا للنســاء الحنيـــن
بـها السّـبط صـار بحال احــتضار   وعينــاه فاضـــا بدمـــعٍ ســخين
وزيـنُ العبـــاد وعمتـــه الــ   عقيلــة صــارا بــها والـــــهين
وبعـد الــوداع، إلـى الجمـع سـار   وكــان لــهم أفضـــل الواعظيـــن
ولكنْ أصــروا علـى البغـي وااــ   ـشّـقا وعلــى طاعــةِ الكــــافرين
 
فصــال عليـــهم شــبيهُ النبـيّ   وأردى الأشـــــاوسَ والمُعْلِمِيــــن
ولكــنْ ظمــاهُ ودِرْعُ الحديــــد   لمهجتــــهِ أصبحــــا لاهِبَيْــــن
فجـــاء لوالـــــدِه طالبــــاً   قليـــلاً مـن المــاء شــبلُ الحسـين
فألقمَــه السّــبط منـــه اللّسـان   وتــمّ بــذا مُلتقــــى يابسَــــين
وعـاد علــيُّ بــذاك الظمــــا   ليُبلِـــغَ قتــــــلاه للمـــــائتين
وبينــا يقــاتل روحــي فـــداه   ببــأس شــديدٍ وعــزم رصيــــن
ويقلـــب ميمنــــةً لليســـار   ويقلــــب ميســـــرةً لليميــــن
وقلبـــاً جنـــاحَين إذ منقــــذٌ   بصارمــهِ شـــقّ منـــه الجبيـــن
أتـاه مـن الظّـهر لا مـــن أمـام   فليــتَ القضــا شـلّ منــه اليميــن
ومـذ قنّـع السـيف رأسَ الشّـــباب   علـى عُنُـقِ المـهر ألــوى اليدَيــــن
ومـذ فـوقَ ناصيـةِ المُـهر صــار   بنفســـــيَ راس أعَـــزّ البنيـــن
علـى عينَـيِ المُــهرِ سـالت دمـاه   ففــــرّ بـــــه آه للظــــالمين
فقطَّعـــه حينَـــها المجرمــون   ويـا لــكَ مـن قســوةِ المجرميـــن
وإذ بلَغـــت روحُ بــدر الدّجــى   التّـراقيَ نـادى أبــي يــا حســـين
ســقاني ألــذّ وأروى الشـــراب   وأهنـــأَهُ خــــاتُم المرســـــلين
وقـد ذُخِـرَت لـكَ أوفـى الكــؤوس   فعجّــل فــداك حشـــا العـــالمين
***********
ومـذ سـمِعَ السّــبط فــوراً أتـاه   وحالتُــه تُعجِـــزُ الواصفيــــــن
فألفـاه منعفــراً فــي الـــتراب   فــأهوى عليــه بقلـــب حزيــــن
وأطلقــها صيحـةً فــي الفضــاء   مفجّـــرة بالدمــا كـــلَّ عيــــن
بُنَـيَّ علــى ذي الحيــاة العفـــا   بقتلــك قــد أفجعـــوا الوالديَــــن
ولكــن أبــوك ســريعُ اللّحــاق   وتُصبِـــح أمُّـــك صِفْـــر اليدَيـن
لــها اللهُ مــن ثـــاكلٍ نابـــها   مصَــاب لــه الصّخــر حقــاً يليـن
وقـــــال لفتيانِـــه دونـــكم   خـــذوه لعمّاتــــه مُسْـــــرعين

 

وقيـل أتــى بشــبيه الرســـول   علــى صــدرهِ للنّســاءِ الحســـين
ويـالـكِ مـن ســاعة زلــزل الـ   بســيطة فيــها البكـــا والحنيـــن
******************
وصـار بنــو هاشــمٍ يحمِلـــون   فتـىً ففتـــىً صُـــبَّراً مخلصيـــن
وقـد كـان همُّــهم الفــوزَ بالــ   شـــــهادة يومئــــذٍ أجمعيـــن
ولــولاه لـم يســـمحوا أن يعـود   مــن القــوم بعضُـــهم ســـالمين
أَطاشُـوا العقـولَ وصــرنَ الخُيـول   تـدوسُ علـــى جُثَـــثِ المعتديـــن
أضــاءَت وجوهُــهُم والسَّـــيوف   لليــلِ القتـــالِ مـــع الظـــالمين
صغــيرُهم جمــرةٌ لا تُــــداس   لـدى الحـربِ إذ تحـرقُ الواطئيــــن
كبــــيرُهمُ أبـــداً لا يُقـــاس   بـه أيُّ شــخصٍ مـــن الآخريـــن
****************
وهــاكَ مثــالينِ عظيميــــن ذا   صغــيرٌ وقــد بَـــهَرَ النـــاظِرين
ألا وَهْـوَ القاســمُ ابــنُ الشــهيد   بســمّ ابـنِ حــربٍ أبِ المجرميـــن
أتـى عمَّــه يطلِــبُ الإذن فـــي   قتـــالِ ذوي الـــرِّدةِ المــــارقين
فعانقـــه باكيــاً مُجريــــــا   بخدَّيــه دمعــاً غزيـــراً ســـخين
وألبســـه الســـبط أثوَابــــه   كمــا يُلبِــسُ الكفــــن الميتيـــن
وأدلى علــى وجهـه النصــف للـ   عمامـــــة إذ شــــقها شُـــقّتين
فحنّـــــت لرؤيتِـــه أمُّــــه   وســـــائرُ عمّاتِــــه والبنيـــن
فيـالـكَ مــن منظـــرٍ مؤلِـــمٍ   يُفطّــــر أفئـــــدة المؤمنيــــن
ويـالكِ مــن ســـاعةٍ للـــوداع   بــها فــاضَ رحــبُ الفضـا بـالرّنين
وجــاء إلـى القـومِ بعـدَ الــوداع   يقــدّم موعِظـــــةَ النــــاصحين
غـدى القــومُ يَســأل بعضُـــهم   مــن البعــضِ مــنَ هُـوَ مُسـتغْرِبِين
فقــال إذا كنتــــم منكــــري   فــإنّي شـــبلُ الزكِـــيِّ الأميـــن
*************
وإذ لم يُفِــدْ وعظُــهُ شــدّ كالــ   غضنــفر   فانــــهزموا ذاهليـــن
ومــن لـم يفــرْ فــرى رأسَــهُ   ببتَّــــاره وأطـــــارَ اليديــــن
جرى ذا علــى  ظمـأٍ منـه صـار   مُــذابَ فــؤادٍ وغــــائرَ عيـــن
فجــــدَّلَ جمعـــاً لشِـــدَّاتِهم   يُعَــــدُّون  مــــن البــــارزين
وحيـث لـهُ اللهُ شــاء الحصـــول   علــى الفــوز والخُلــد في الخــاِلِدين
بِنيــلِ الشـــهادةِ والإلتحــــاق   بآبائِــــه السَّــــادِة الطــــاهِرين
جــرى الإنقطــاعُ لِشسْـع النّعـال   وللشَّـدِّ أحنـــى فتـــى الأكرميـــن
فقنّعــه ابــنُ نفيـــلِ اللُعيـــن   بصارمِــــه فــــهوى للجبيــــن
فيــا ليــتَ شَـلَّ القضـاءُ اليسـار   مِــنِ ابــن نفيـــلٍ وشــلَّ اليميـن
وصـــاح الغـــلامُ أعمـــاهُ ذا   شــبيه أخيــك دهـــاه المنــــون
فجـاء ابــن فاطمـــة مغضَبــاً   كليــثٍ وعــــاجلَ ذاك اللعيــــن
وأدرك بــدرَ الدّجـــى فاحصــاً   برجليــه بــل قــاطعـا للأنيــــن
فصاح فدتْــهُ الورى مـن مُصــاب   وذي لوعـــةٍ وافتجـــاعٍ حزيــــن

 

أيـا قاســـمُ البُعْــد للقــــاتلين   وســـحقاً لـــهم أبـــدَ الآبديـــن
وأقبـــلَ يحمِلُــــه للخيــــام   بجفنييــن مــن حزنـــه دامييـــن
علــى صــدره واضعــاً صـدرَه   فللّـــهِ صــدرُ وصبــرُ الحســـين
فألقــاه عنــد شـــبيه النبـــي   وقُــرْبَ أطـــائبَ مستشـــــهدين
فقاســمُ كـــان مثــالَ الصغـير   لآل محمــــــــدٍ الطيبيــــــن
*************
وأمــا مثـــالُ الكبــيرِ الــذي   لــه يَقِــفُ العظمــا خـــــاضعين
فـذاك الــذي قـد أخـاف الرجـال   بمـــرآه فانـــهزموا ذاعِرِيـــــن
ألا وَهْـوَ ابــنُ وصــيِّ الرســول   وأُمِّ القرابيــــــنَ أُمِّ البنيــــــن
أبو الفضــل مـن كـان أعلى الرموز   لأهل البطـــــولات والصــــامدين
ومعقِــدَ آمــالِ ســبط النّبـــي   وأعلـــى المؤاسيـــنَ والمؤثِرِيـــن
وقـائدَ جيــشِ أخيــهِ الحســـين   وحـــاملَ بيرقِــــه  والمُعيــــن
ومـن لـم يـذقْ لـذَّة النـومِ كـــيْ   تنـــامَ النســـاءُ قريــرات عيـــن
وكــافلَ زينــب مَــن خصَّـــه   بـــذاك أبوهــا الإمــام المبيــــن
**************
ومـن هــي زينـب؟ تلــك التـي   فضائلُــــها تُتْعِـــبُ الذاكريــــن
عقيلــةُ آلِ النبـــيِّ العظيــــم   وهاتكــــة حُجَــبَ الظـــــالمين
ومـــن هــي عالِمــةٌ، فضلُـها   أشــادَ بــه سيّـــدُ الســـــاجدين
ومــن فــي عبادتــها يَقْتَـــدِى   بــها العـــابداتُ مــع العــــابِدين
ومــن هــي قــائدةَ الثـــائرات   بوجــهِ الطواغيــتِ عَــبْرَ الســـنين
******************
تَقَـدَّمَ حــامي حمــى الطــاهرات   وســاقي العطاشــى وليــثُ العريــن
إلــى ســبطِ أحمــد مســـتأذنا   لحـــربِ جنـودِ الـــرّدى الأرذليــن
فــرد ابــنُ فاطمــة قــــائلاً   أخي أنـتَ ســيفي ودرعـي الحصيــن
فــإن أنـتَ تُقْتَــل مـن للّـــواء   ومــن للعيــال ومـــن ذا يَقِيــــن
فقــال أخــي ذاب منّــي الفـؤاد   لرؤيــةِ طفلـــكَ غـــائرَ عيـــن
وحــالُ سُــكينةُ قـد مسّــها الـ   ظّمـا تحمـلُ الطِّفـــلَ فـوقَ اليديــن
ومــا نــابَ نســـوتَكَ الظّامئات   وضجّــــةُ أَطفالِـــكَ الظــــامئين
وقد ضــاق صــدري بـأهلِ النّفاق   ومــا فيـه هُـم مـن ضـلالٍ مُبيـــن
فقـال اطلــب المــاء يا ابـن أخي   وبـــرَّدْ نســــوتــي والبنيــــن
**************
فــراح إلــى القــوم أهل الضلال   عبيــــــد أميــــةٍ الآثِميــــن
وطالبَــهُم أن يبـــاح الفـــرات   لعــترةِ طاهــا النبــــي الأميـــن
ولـكـنْ أبـو الـفـضلِ لابـن البتول   أتــى لهــف نفســي بخفّــي حُنيـن
أجـلْ عـادَ يُخـبِرُ عــن فاسقيــن   بمنِعـــهم المــــاءَ مستمســــكين
**************
وودّع خــامسَ أهـــلِ العبــــا   وكــرَّ كوالـــدِه فــــي حُنيـــن

 

أجــلْ ظــنّ أعــداءُهُ أنَّــــه   أبــوه يكـــرُّ علـــى المشـــركين
فيــا لــكَ مـن بطـلٍ فـرَّتِ الــ   جمـــــوعُ لهيبتِــــه خــــائفين
وجـــدّل أبطالَـــهم باســــماً   سـروراً ومِـنْ أعظَـــمِ الظّافِريــــن
يُرَفـرِفُ بيرقُــه فــي اليَســـار   ويحصُــدُ بتَّـــارُه فـــي اليميـــن
إلــى أن عـن النــهر أقصــاهُمُ   ومِـنْ خوفِــهِ انـــهزموا هـــاربين
***************
ومـذ وَلَــجَ المُـهرُ مــاءَ الفـرات   ترجل ثم مضيئ الجبين
وقـد أشـعل القلـبَ منــه الظّمـــا   ولا سيما حين خاض المعين
فمـدّ إليــه يميــــنَ الوقــــاء   بها منه مغترفا ذواليقين

 

ليشـربَ لكــن رمــى المـــاء إذ   إذ تذكر حال أخيه الحسين
ووعـدَ ســكينةَ منـــهُ بمــــاء   لها واخيها، وحالة ذين
لـــذاك تســجَّل أعلـــى مثــال   لأهـــلِ الوفــــــاء وللمقتديـــن
******************

 

وغـادر شبــلُ الوصــي الفــرات   إلــى خِيَــمِ  العِتــرة الطــــاهرين
فنــادى ابــنُ ســـعدٍ بقُـــوّاده   مــهيباً: عليــه احملــوا أجمعيـــن
فشــدّت عليــه جمــوعُ العــدى   لــه بســــهامِهُمُ مُمْطِرِيــــــن
فشــدّ ابــنُ فاطمــةٍ منجــــداً   لــه وَهْـوَ فـي الحـقّ نعــمَ المعيــن
فيــا لَــهما مــن شــديدينِ فـي   الإبــــادة والسّـــحق للظــــالمين
فشــــقا كتائبَـــهم، للبســــيط   بقــــاني دمائــــهم صــــابغين
 
وبعــد القتــالِ وهــزم العـــدو   لأهلــــهما رجعــــا ظــــافِرَين
وكـــانت عقيلــــةُ آل الرســول   تُرحّـــب والأهــــلُ بالعــــائدَين
فيــا لــكِ مــن فرحــةٍ للعيـال   بعـودِ ابنــي المرتضـــى ســـالِمَين
وبالمــاءِ يؤتــى بـــه للعيـــال   وللمُرْضِعــــــاتِ وللمُرْضِعيــــن
ولكـن جـرى مــا يذيــبُ القلـوب   وتبكـــي لــه أعيُــنُ المؤمنيــــن
فعنـد السّــقا كَــثُر الإزدحــــام   لفُــرط الظّمــا، وتعـــالى الحنيــن
وسَـبَّبَ هــذا انحــلال الوكـــاء   وفــوقَ الـتّراب انســكابَ المَعيـــن
وعــودة ويـــلاتِ حــرِّ الظَّمــا   وضجَّــاتِ عِــترةِ طــه الأميــــن
*******

 

ومــاذا تــرى لأبــي الفضــلِ إذ   ضجيــجُ الظّمـا يُذهـلُ السامعيــــن
أيصــبرُ وهـــو الــذي للعيــال   كفيــلٌ وصارمُــه فــي اليميــــن
أيصـبرُ وهـو ابـن ســاقي الـورى   علـى الحـوض فـي محشــرِ العـالمين
أيصـبرُ والمــاء فــي جنبــــه   وصرختــه تـــهزم الظــــــالمين
أيصبـرُ؟لا ليـــس بالمُســــتَطاع   مــن الشّـهم ذا وَهْــوَ لا يســــتكين
تنـــــاول قِربَتَـــهُ ســــيّدي   وصــال كليــثٍ علــى المعتديـــن
وثَـــمَّ توسَّــــطهم لا يخـــاف   حِمامــــاً ولا ينثنـــي أو يليــــن
وأقحَــمَ فــي سُــرعةٍ مُــــهرَه   بنــهرِ الفــراتِ فتــى الأكرميـــن
ومـن مائــه ملأَ ابـنُ الوصــــي   سِــقاهُ وشـــدّ علــى الآثميــــن
بــإصرارِ ذي غايـــةٍ مســـتميت   وشِــدَّةِ حـــزمٍ وبـــأسٍ وديـــن
وصَــيَّر أَرؤُسَــهُم والصّــــدور   لبتَّــــاره والقنـــــا مســـرَحين
ولــو لا القضــا لـم يــدعْ واحـدا   ليُخـــبِرَ عمّــا دهــى الــــهالكين
**************

 

أحـاطَ بــه المجرمـــون البُغــاة   لـــــه بســــهامِهُمُ راشــــقِين
ومنــهم كتيبـــةُ غــدرٍ مضــوا   علــى خِيَـــمٍ للنّســـا حــــاملين
لكــي يُشْــغِلوا عـن كفيـل النسـاء   بــأمر النّســاء أخـــاه الحســـين
وكـان ابـن حيــدرةٍ همُّـــه الــ   كــبيرُ بــأن يُــرويَ الظــــامئين
فكــانَ يُقاتِلُــهمْ كـــي يَظَـــل   سِــــقاهُ وبيرَقُــــه ســـــالمين
****************

 

وشــاءَ الشَّــهادةَ ربُّ الــــورى   لــه فبــها كـان فــي المُكْرَمِيــن،،،
فبينـــا يُقـــاتِلُ إذ قطـــع الــ   خبيــثُ الرجس منه اليمين
وأبقـى أُحـامي عــن ابـنِ الرسـول   إمــامِ الــهدى ســـيّدِ العــــالمين
وثَـمَّ بـرى منــه – ويلــي- اليسار   بضربتِــه ابــنُ الطُّفيــل اللّعيــــن
فصــارت دمـــاه دمــائي لــه   فــداءٌ تســـيلُ مـــن الجـــانبين
وصـــار لبيرقِـــه حاضنــــاً   – لكــي لا يميــلَ- ببــاقي اليديــن
وكــانت عزيمتُــه مـا بقــى الــ   ســقاء لــه صُلبــــةً لا تليــــن
ولكـنَّ ســهماً أصــاب الســـقاء   فتـــم امــتزاجُ الدّمـــا بـــالمعين
فحُلَّــت عزيمتُـــه والعـــــدى   رمـــوه بســـهمي ردى آخَرَيــــن
ففــي حنــك الطُّــهرِ هــذا وذاك   بعينيــــه قــد وقعـــا نــــابِتَين
لــه اللهُ حــاولَ ســلَّ الــــذي   بعينيــــه ويـــلاي بـــــالرُّكبتين
فعاجلـــه كــــافرٌ بــــالعمود   علــى الـــرأس لله قلــبُ الحســـين
فخـرَّ ومَـن خـرَّ عـــن مُـــهرِه   تلقّـــى الـــثّرى عـــادةً بـــاليدين
ولكـن أبـو الفضــلِ كــانت يــداه   -بنفســـي وأهـلـــي– مقطـوعتيــن

 

ومـذْ خــرَّ نــادى أخـاه الحسـيــن   عليــكَ الســلامُ أبــا الطــــاهـرين
****************
فـجـاء إلـيـه حسـينُ الخطـــــوب   علـــى عجــلٍ دامــيَ المُقلتَيـــــن
فألفــاه ويـــلاي فــي حالـــــة   مُرَوّعَـــــة تُذهــــلُ النــــاظرين
فصــاح بصـوت يذيـبُ الصّخــــور   ويســتنزفُ الدّمْــعَ مــن كــلِّ عيــن
أيا بــن أبــي الآن ظــهري كسَـرت   وقـرَّت – أخــي – أعيــنُ الشـــامتين
ودهــري رمــى مقلتــي والفـــؤاد   بســهمَينِ يــا يــن أبــي صـــائبَين
أعبّاسُ بعـــدك مـــن للخــــدور   وللظّامئـــــــاتِ وللظّــــــامئين
ومـــن هــو بعـــدكَ لِلخائفـــات   مـــن العاديـــــاتِ وللخـــــائِفين
أخِــيْ ولزينـب كيـــف الجـــواب   إذا هــي قــالت: أبــو الفضـلِ أيـــن
أخِــيْ ســكينةُ والطّفــلُ فـي انــ   تظــــار لوعدهمـــا عاطشـــــين
بمــــاذا أُجيـــب ســـــكينةَ إن   دَعتْ أيــن عمّــي وكــهفي الحَصيــن
********************
وبينــــا يخاطبُــــه والدمــــوع   بــها الــترب يسـقى مِـنِ المَحَجريـــن
إذا هـــو ينظــــرُه فاحصـــــاً   برجليــــه حيـــث حـــان حيـــن
ويســــمعه باكيــــاً قــــــائلا   بضعــفٍ: وداعاً أخــي يــا حســـين
لزينــبَ أَبلــغْ ســلامي مــع الــ   عيـــــال وأمّـــــيَ أمَّ البنيــــن
وأســـلم لله نفســـــاً علـــــت   بخــيرِ الفعـــالِ وصـــدقِ اليقيِـــن

 

أجـلْ شــاء نقــلاً لــروح الشــهيد   لـــدارِ الجـــزا بـــارئ العــالمين
ليجزيــــه بِــــأجلّ الجـــــزاء   وخـيرِ العطـــا أكـــرمُ الأكرميـــن
كــذا بجنـــاحينِ كـــي بــــهما   يطـــــير بجنّاتــــه أخضَرَيــــن
هنــا اعْتنــقَ السّبــطُ رمــزَ الوفـاء   وقبّلـــه حاضنـــــاً بــــــاليدين
*********************
وعــاد ابــنُ فاطمــــةٍ للخيـــام   ومنــه عــلا الإنكســـارُ الجبيــــن
بأضلُعِـــه للمصــــاب انحنــــاء   رزيّتُــــه أوهــــت المنْكَبَيـــــن
وحفّّـت بــه زينــــبٌ والنســــاء   يســـائْلَنه عــن حماهـــا الأميــــن
فقــال وقــد ســـبقتْهُ  الدُّمــــوع   أُصيـــبَ الكفيــلُ فمــا مِــن مُعيــن
بعينيـهِ والصّــدرِ والـــرأسِ قــــد   أُصيـــب ويَســراه بعــد اليميــــن
فضجّـت وحنّــت وكــلُّ الرِحـــاب   بضجّاتِـــها مَــــلأتْ والحنيـــــن
وصحــنَ أبــا الفضـــلِ ضيَّعتـــنا   وأوحــدتَ يــا بــنَ الوصــيّ الحسـين
أبــا الفضــل بعـدك عَــزَّ المنـــام   علينـــا كمــــا لـــذَّ للشــــامِتين
******************
وجــاء الحسيــنُ لزيـــنِ العبـــاد   فيـالـكَ مــن مُلتقــــى طــــاهِرَين
يعزّيــــه فــي عمِّـــه باكيــــاً   وأدمعُــــهُ تغمِـــــرُ الوجنتيــــن
ويوصيــه حيـــثُ دنـت ساعـة الــ   رحيــلِ إلـــى أرحـــمِ الراحميـــن
يقــولُ: بُنَــىَّ لأَنــتَ امتـــــداد   لخـيرِ الـــورى ســــيّدِ المرســـلين
وأنــتَ الكفيـــلُ لـــهذي العيــال   وأنــــتَ الخليفــــةُ للمســـــلمين
وأنـــتَ أبٌ لِقـــــادةِ حـــــق   عظــــام ثمانيــــةٍ مُصْطَفَيْـــــن
هُــمُ المنقـــذون وهــم حُجَـج الــ   مُهيمــنِ حقـــاً علـــى العــــالمين
وأنــــتَ بُنَـــيَّ المواصِـــل لِلــ   مســيرةِ فــي أوجُـــه الظــــالمين
فصبــراً بُنَــيَّ علــى مـــا تـرى   فخــــيرُ العواقــــبِ للصــــابرين
ومــهما تمـــادى بُنَـــيَّ الطغـــاة   فصـــبراً لتفضحَــــهم أجمعيـــــن
**************
وبعـــــدَ وداعِ علــــيٍّ أتــــى   لأجســـاد أصحابِــــه الطيّبيـــــن
وثَمَّــةَ نــادى أمــا مـن مُغِيـــث   لعــترةِ طاهـــا الرســـولِ الأميـــن
ألا مســـلمُ اليــومَ فينــا يخـــاف   إلــه البرايــا، أَمــا مِـــن معيـــن
فلبَّـــاه ربُّ الــــورى والعليــــل   وكـــلُّ النســـاءِ وكـــلُّ البنيــــن
ولبّـــتْه بـــالإضطراب الجســــوم

 

  تكــادُ تقــولُ: أعــذُرَن يــا حســين
ولبّــى الرضيــعُ ابنُــهُ حيــث قـال   مجيبــاً بنُطـــقٍ صريـــحٍ مبيــــن
أيــا داعــــيَ اللهِ لبّيــــك فــان   فَجَعــنَ النســـا وتعـــالى الحنيـــن
*****************
ونــــادى الحسيـــنُ العقيلــــةَ ذا   الرّضيــعُ الملبِّــي كمـــا تســـمَعين
علــيَّ بـــهِ فلقـــد كـــــاد أن   يمـــوتَ ظمـــاءً كمـــا تنظُريـــن
فجـــاءت بـــــهِ زينــــبٌ وإذا   بعينيــــه ويــــلايَ غــــامضتين
فلمّــا رآه حســـــينٌ بكــــــى   ومنـــــها تناولــــــه بـــاليدين
وراح بـــهِ عَجِـــــلاً للعــــدى   يقــولُ أَهــذا مِـــــن المذنبيــــن
بمـــاذا يُعـــاقَبُ هـــذا الــبريء   ألا اســــقوهُ إن كنتــــم مســـلمين
فكـــان جوابُـــهُمُ أن ســــــقَوه   بديـــلاً عــن المـــاءِ دمِّ الوتيــــن
ومـــذ أرضَعَتْـــــهُ قِسٍـــــيُّهُمُ   بســهمٍ مشُـــومٍ فـــردى الودَجَيـــن
علــى عُنُـقِ السِّــبط ألــوى يديــه   ومــاذا تَصـــَوَّرُ حـــال الحســين
شـكى ذبــحَ طفــلٍ رضيــعٍ بـريء   إلــى ربِّـــه أحكـــمِ الحــــاكِمين
أجــل وتلقَّــى دمـــاءَ الرضيـــع   لحـــدِّ امتـــلاءٍ لِكـــفّ اليميــــن
وبعــد امتـــلاءٍ رمــى للســـماء   بـه وســقى الأرضَ دمعـــاً ســـخين
ولــو عــاد لــلأرضِ سـاخَتْ ومَـن   عليـــها يكـــونُ مــن الــــهالكين
وجــاءَ بـــهِ لبنـــاتِ الــــهدى   ذبيحــاً خضيبــاً أبـــو الصّـــابرين
فولــولنَ لمـــا نظـــرن الرضيــع   وقــام لــــهُنَّ البكــــا والرّنيـــن
وأوّلُ مـــن شـــــاهدتْه التــــي   قـــدِ احتملتْـــهُ بكِلتَـــا اليدَيــــن
ســـكينةُ حيــثُ لــها ســلم الــر   ضيــع أخاهـــا الشَّـــقيق الحســـين
خضيبــاً فقــالت لمــاذا الدمــــاء   أريَّــانَ عُـــدتَ بـــهِ أمْ طعيــــن
فقــــال بنيـــــة إن الطــــغام   ســقوه الدمـــاءَ وليـــسَ المَعِيـــن
وأعظــمُ مفجوعــةٍ مَــن لــها الــ   رضيــعُ وحيـــدٌ وقـــرّةُ عيــــن
فيـا للرّبـــابِ الثكــولِ التـــــي   لنكبَتِــها كــلُّ صعـــــبٍ يليــــن
أقلّتْــــــهُ تلثــــم ملتاعـــــةً   لثغــرٍ ونـــحرٍ دمـــا فــــائضَين
ومِــنْ حُزنِــها مزجَـــت للدّمـــاء   بــــأدمُعِ عينيـــــن مقروحَتيــــن
أسَــلْواَني عنـد طــروق الهُــــموم   وفــي وِحشتـــي أفضـــلَ المؤنسـين
أيــا مـاءَ عينــي ولُــبَّ الفــــؤاد   أتــترُكني لــيس لــي مِــن مُعيـــن
بُنَــيَّ تمنّيـــتُ ســــهماُ رمــاك   أصــاب فـــــؤاديَ والمَحْجَرَيــــن
رجوتُــك لــي سُــلوة عــن جميـع   حُمـــاتيْ وأحبِـــــابيَ الرّاحِليــــن
فعاكَسَــنِي فيــكَ دهــرِيْ الخئـــون   وخــابَتْ بُنــيَّ جميــــعُ الظّنُـــون
******************
ومـذ ســاعةُ الوعــدِ جــاءَتْ أتــى   حســينُ الوفــا رائـــدُ الصــــادقين
لِتوديــعِ أهليـــهِ يـــــــا للوداع   وهـــولٍ لـــهُ يُذْهِـــلُ السّـــامِعِينْ
ونــادى بصــوتٍ يُذِيــبُ القُلـــوب   أيــا زينــبٌ  يــا ابنــةَ الأكرميـــن
ربـــــابُ سُـــكينةُ عاتكـــــةٌ   بنــاتَ علـــيٍ حمـــا المؤمنيــــن
أَجَبْـنَ ابنــةُ المرتضـــى والنســـاء   علـــــى عجـــلٍ وإذا بالحســــين
يقولُ: تعــالَينَ يــــا طــــاهرات   تودَّعْــن منّــي بأســــرَعِ حيْــــن
فقــد حــانَ وقـتُ فِراقِــيْ لَكـــن   وتَلْقَيْنَنِـــي عنــدَ جـــدِّيَ الأميـــن
وقــد حــانَ وقــتُ لقـــائي بِمَـنْ   لَكُــنَّ ولِــي هُــوَ نِعْــمَ المُعيــــن
ووقــت القــدومِ علــى ســلفي الــ   كريـــم وأحبِـــــابيَ الطيبيـــــن
فصبـراً علــى نَكَبَـــاتِ الزمــــان   لتُدرِكْـــن منزلـــــةَ الصــــابِرين
ومـا يُحْبِــطُ الأجــرَ عنـه ابْتَعِـــدْن   كُفيتُـــنَّ كـــلَّ تــــعدٍّ وشَيــــنْ
ســـــيكلؤُكُنَّ ويَحفظُكُــــــــن   إلــهُ الــورى أَعظـــمُ الحــــافِظِين
وودع ســبطُ النبـــــيِّ العيــــال   وداعــاً يُذِيْــبُ فــــؤادَ الرَّزيــــن
وقــد كــان توديعُــــه للصِّغـــار   فريـــداً يقـــرِّح دمـــعَ الجُفُـــون
يقبِّــلُ هـــذا ويلثِـــمُ تِلـــــك   وذلـــك يَحْضُنُـــــه بــــــاليدين
وضــمَّ شـــريكتَه فـــي الجـــهاد   عقيلــةَ بيـــتِ الـــهدى الطــاهرين
وصبَّرَهــا راســـماً دورهــا الـــ   جــهاديَّ فـــي أوجُـــه الظـــالِمين
كــذا الــدّورَ كافلـــةً للعيـــــال   وراعيـــــةً ســــيِّدَ الســــاجدين
ومــذ عَرَفَــتْ أنَّ هـــذا العظيـــم   يواجِـــهُ مصرَعَــــهُ بعـــدَ حِيــن
بَكَــتْ وهْــي مالِئــــةٌ عينَــــها   مــن السِّــبط والدَّمْــعُ فــي الوجنتيـن
وفـي الصَّـدْرِ والنّحْـرِ – إذ أوصتِ الــ   بتـــول لـــها – طَبَعَـــتْ قُبْلَتَيـــن
******************
ولمّـــا أرادَ ركـــوبَ الجـــــواد   بعينيـــــهِ دارَ يســــاراً يميــــن
فلــمْ يَــرَ مــن أهلِــهِ واحــــداً   إليـــه يقــــدِّم مَــــهْرَ المَنُــون
ففــي لوعــةٍ قــال: مُــهْريَ مَــنْ   يُقــدِّمُهُ أيْــنَ غَـــــابَ البنــــون
فجاءتْـــه بنْـــت علـــيٍّ تقـــود   وتُدنِــي الجـــــوادَ بقلـــبٍ حزيـن
وعنـد امتطـــــاءِ الحســينِ الجـواد   تلفَّــتَ يَطِلـــبُ وَيْلِـــي اثنتَيــــن
ربـــــابَ ســــكينةَ إذ كانتــــا   بنفســـي عــن الأهـــلِ منحازتَيــن
فصــــكَّ مســــامعَه للرَّبــــاب   نــداءٌ فجيـــعٌ: حبيبـــــي حسيــن
أتذهــــبُ عنّــــا وتترُكنـــــا   نلــوذُ بِمَــنْ يــا حِمــا اللاّجئيـــن؟
فقـــال: هُـــوَ اللهُ ســــــبحانه   ســيكفيكِ كـــلَّ الَّـــذي تحذريـــن
علـــىَّ عزيــزٌ بــأن أســمَعَ الــ   بكـا وأرى الدّمْــعَ فـــي الوجنتيــــن
ربــابُ اصــبِري ســترينَ العطــاء   عظيمــاً مِــن الله فـــي النشــــأتين
ربــابُ ســيغدو دمـــائي المَنَـــار   بِــدَرْبِ الكرامـــــةِ للثّــــــائرين
******************
وبينــا بِــهذا البيـــانِ العظيــــم   يُصبِّرُهـــا قـــــدوةُ الصّــــابرين
إذا بســــــكينةَ تحــــرِقُ للـــ   ـقُلـــوب بندْبَتِــــها والحنيـــــن
فجـــاء الحســـينُ لــها قــــائلاً   بعينيـــــنِ للدَّمــــعِ ســـــاكِبَتَين
لَمِثْلُــكِ يـــا قُــدوةَ المؤمنــــات   لِمَــــا شــــاءَهُ اللهُ تَسْتَســـــلِمِين
لِمِثلِــكِ يُكتَـــبُ هـــذا البــــلاء   فصــبراً علــى كـلِّ خطــبٍ تَرَيْـــن
فـــأنتِ وزينـــبُ والطــــاهرات   تُزِلْــنَ الغِشَـــاءَ عـــن المســـلمين
وتَكْشــفْنَ للنـــاسِ عـــن ثورتــي   وأهدافِــــها بالبيـــــانِ المبيــــن
ســـكينةُ لا أســـتطيعُ السَّــــمَاعْ   لصوتِـــكِ تبكيْـــــن أو تندِبيْــــن
بُنَيَّــةُ ســوف ترينِــي علـى الـــ   صعيــد صريعــاً قطيـــعَ الوتيــــن
ورأسي علــى رأسِ رُمــحٍ طويــــل   بُنَيَّـــةُ ســـوفَ لَـــهُ تنظُريــــن
بُنَيَّـــــةُ إنَّ السِّــــبا والأســـار   أمـــامكِ مـــن قِبَـــلِ الظالميـــن
وداعـــاً فــهذا الفــراقُ وســـوف   علـى الحـوضِ فـي الحشـرِ بـي تلتقيــن
******************
وبعــدَ الــَـوداع أتــى للعــــدى   خطيبــاً ومــن أعظــمِ الواعِظِيــــن
وبـــــالله ذكَّرَهـــُمْ مشـــــفقاً   وذكَّـــــر بــالأخْذِ لِلْمُجْرميــــــن
وذكَّرَهُـــــمْ بِعُـــــــــهُودِهُمُ   ومـــا ضمَّنــوا كُتْبَـــهُمْ كــــاذِبين
وذكَّرَهُــــمْ انَّـــه ابـــنُ الرسـول   نبــيِّ الـــهدى ســـيِّدِ المرســــلين
وأنَّــهُمُ إن أصــرّوا علــــى الـــ   قِتَــالِ هــو الخصــمُ فــي النشــأتين
وخاصَمَـــهُم نبئونِــــي القتــــال   عـــلامَ لســـبطِ النبـــيِّ الأميـــن
وأنذَرهُـــم عَلَّـــهُمْ يَرجِعـــــون   لربِّـــهِمُ بمصيــــــرٍ مـــــهين
وأنَّـــهُمُ ســيكونونَ فـــي الــــ   حيـــــــاة أذلاّءَ مُسْـــــــتَعْبَدين
ويُسْــــقَونَ كأســـــاً مُصَـــبَّرةً   بــأيدي الطواغيـــتِ والحـــــاكمين
وأخـــبَرَهم – واثقـــــاً- أنَّـــهُمْ   ســيغدُوْنَ حتمــــاً مـــنَ الــهالكين
ولكــنْ عِظَــاتُ الحســـينِ بـها اسـ   تــهانوا وعنــها غَـدَوْا مُعْرِضِيـــــن
********************
وحيثُ عَتَــوَا عــن عِــظَات الكــلام   رأى ســــيفَهُ أفضـــــلَ النَّــاطقين
فبالسَــيف كلَّمَــــــهُمْ نَاثـــــراً   وبــالرُّمحِ صــارَ مـــن النّـــاظمين
وقاتلَـــهُمْ ســـــائماً للحيـــــاة   وفــي المــوتِ صـاَر مــن الرّاغِبِيــن
وزلــزَلَ أنَفُسَـــهُمْ مـــذ دعـــى   كليــثٍ: أنــا ابنُ علــيِّ الحسيـــــن
وصـــالَ وجـــالَ وأروى الـــثّرى   ببحــرٍ جــرى مــن دمِ المجرميــــن
يُروِّي الــثرى والظّمــا لاهـبَ الـــ   حـشا لـمْ يَــذُقْ قطــرةً مـن معيـــن
فمـا لِلْحَــشَا منـــهُ رِيٌّ ســـــوى   مدامِـــــعُ شــــيعتِه المخلِصيـــن
بنفســـيَ ظـــامٍ ويَســـراه قـــد   تدفَّــقَ منــــها السَّـــخا واليميـــن
وســاقٍ لمــن خَـــلَّفوه عــن الــ   رّوى لهــم الويــلُ مـن ساقطيــــن
ومنفـــردٍ وجمــــوعُ الضّــــلال   تُحيــط بــه مـــالهُ مِـــنْ مُعيـْــن
ومحترقِ القلــبِ حيــثُ علـــى الــ   ثــرى ينظــر الأهـــلَ والناصريـــن
وحيــرانَ أَقلَقَــــهُ فـــي الخيــام   ضجيــجُ النســا وبكـــاءُ البنيــــن
ولكنَّـــه مــعَ هـــذي الكُـــرُوب   عزيمتُـــه أبــــــداً لا تَليـــــن
بــها قـــد أذلَّ قُــرومَ الرّجــــال   وأوردَهُـــم مـــــورِدَ الأَسْــــفلِيْن
بِيمنــاهُ تجــري حتـــوف العِــدى   فأرؤُسُــهُمْ حيــث شـــاءت تَبيــــن
فيالكَ مـن بطــلٍ قــد ســقـى الــ   عــدى كــاْسَ علقــمِ مــرٍّ مَـــهِيْن
********************
ومـــا زال يضـــربُ أعناقَــــهم   ويُسْـقِطُهُم فـــي الدِّمـــا غــــارِقين
إلــى أن لَــهُ اللهُ شـــاءَ اللقــــاء   حبيبــاً عزيـــزاً مـــن المُكرَميـــن
فبينــــا يُقاتِلُــــهُمْ مُرْهقَــــــاً   مــن الجــوعِ والعطــشِ القــــاتِلَينْ
وكـــانوا بأحجـــارِهِمْ والسِّــــهام   -بنفســي وأهلــي – لــه مُمْطِرِيـــن
وقــد زادَ ضعفــاً بـــنزفِ الدِّمــاء   إذا حجــرٌ صـــكَّ منـــهُ الجبيـــن
فســال الدِّمـــاءُ علـــى وجهـــه   وصــــيَّرَ عينيـــــه محجوبتيْـــن
فــأخرج والــــهفتاهُ القميـــــص   لمســح الدِّمـــاء عــنِ المَحْجَريـــن
فـــأبْصَرَ أعــــــداؤُه صـــدرَهُ   فيـا ليتَـــهم قــد عَمُـــوا أجمَعيــن
وثَــمَّ ســنانٌ خبيـــثُ الأصـــول   وقــد حملتْــــهُ أشــــرَّ البُطُـــون
أصــابَ بســــهمٍ لـــه شُـــعَبٌ   ثـــلاثٌ فـــؤادَ الإمــــام الحســين
فحــاولَ إخراجَــهُ مـــن أمــــام   وحــاولَ أيضــــاً شــمالاً يميــــن
فلــم يُمْكــن النّــزع إلا مــن الــ   قَفَـــاء بثُـــلْثَيْ فــــؤادِ الحسيـــن
فــوا حـــرَّ قلبــاهُ يــا شهــبُ ذا   حسيــنٌ أُصيــبَ فهـــل تطلعيــــن
فلــم يتماسَــك علــى المُــهرِ بــل   هــوى ســاجداً أعظــمُ الســــاجدين
**************
أجلْ خــرَّ لــلأرضِ نــهبَ السُّـيُوف   أَأَطْيَـارُ هــل بعـــــدَه تسجَعيــن
ويــا بــدرُ هــل بعــدَ سبـطِ الهدى

 

  تضيءُ ويــا شمــسُ هــل تُشْرِقِيـــن
أصيــبَ علـــى ظمـــأٍ يـا فُـرات   حسيــنُ أتحلـــو إلــى الشّــــارِبين
ومـــال اللِّئــام علــى ابــن النبـي   لـــه بســـــيوفِهِمُ ضــــــاربين
كـــذا برماحِــــهِمُ طـــــاعنين   بَـــلِ الُّلقَطَـــاءُ لَــــهُ شــــاتِمين
ومـــن بعـــد قتـــلٍ ملابسَـــه   غــدى الّلعنـــــاء لــها ســــالِبين
وحمحـــم مــن حولـــه مُـــهْرُهْ   وصــبَّ الدّمــوعَ علــى الوجنتيــــن
وفــرَّ وقــد خَضَـبَ العــُرْف مِــنْ   دمــــاهُ بــأعلى صهيـــلٍ حزيـــن
بِــهِ معلنـــاً مالئـــاً للرِّحــــاب   وفُسِّــرَ مــن قبــــل الطــــاهرين
بقـــول: الظّليمـــةُ مـــن أمـــة   تُرِيْــقُ دَم أيـــنِ الرّســولِ الحسيـــن
ومـذْ سَــمِعتْهُ ابنـــةُ المرتضــــى   كــذا خَفِــراتُ النبـــيّ الأميـــــن
خرجْـــن إذا سَــــرْجُهُ مــــائلٌ   وحالتُـــهُ حالــــــةُ المُذْعَريِــــن
فنادتــــهُ زينـــبُ فــي لوعـــةٍ   جــوادُ اخْبِرَنّ ابــنُ أمّـــيَ أَيْــــن
فقـــــال بمنظَــــرِهِ مخــــبراً   ومنظَــرُه أبلـــــغُ النــــــاطقين
هــوى السِّــبط قــد خَضَبَتْــهُ الدِّماء   ومصرَعُــهُ حيــثُ يــــأتي الأنيــن
فصاحتْ وصِحْــــنَ وَوَلْــوَلْنَ والــ   خــدودَ لطمـــنَ بكلتــــا اليديـــن
ومِثْـــلَ الحمـــامِ تســـابقنَ فــي   ذُهــولٍ تعــــالى لَهـــنَّ الرَّنيـــن
*****************
إذا الشِّــمْرُ جــاثٍ علــى صـــدرِهِ   وبالسَّــيْفِ منـــهُ يَحُـــزَّ الوتيــــن
فمـا أعظَــمَ الخطــبَ مـا أفْظَعَ الــ مصــاب ويــا ذِلَّـــةَ المســـــلمين
أشِـمرُ علـى صـدر ســرِّ الوجـــود   وخــامس أهــل الكســـا الطـــاهرين
أشمر المحــازي علــى صـــدرِ مـن   لــه خـــادمٌ جـــــبرئيلُ الأميـــن
فمــذ عاينتْـــهُ بنـــاتُ الهـــدى   صَرَخْــنَ وصِحــنَ: أمــا مِــن معيـن
ألا وغريبــــــاه واكـــــــافلاه   ألا واصريعـــاً عفــــيرَ الجبيــــن
أيـــا شــمرُ تذبَــحُ مــن للرّسـول   حبيـــبٌ وســـبطٌ وقُـــرّةُ عيـــن
أيــا شـمرُ هــذا مــلاذُ الـــورى   وكـــهفُ المســـاكينِ والضــــائعين
ولكـــنَّ شـــمراً بـــلا رأفــــةٍ   ولا رحمـــةٍ أو حيــــاءٍ وديـــــن
مُجِدّاً مضــى فــي احتــزازِ الكريــم   إلـى أن بَـــرَى الرِّجــسُ رأسَ الحسيـن
وأعـــلاه فـي رأسِ رمــحٍ طويـــل   فكــــبَّر جيـــشُ يزيـــدَ اللعيـــن
نعـــم كـــبَّرُوا أو هــل غيـرُهم   لــِـ (اللهُ أكــبرُ) مِــن قــــــاتلين
وعــمَّ الظــــلامُ جميــعَ الــورى   ثلاثـــاً كمـــا طبَّـــقَ الخــــافِقيَن
**************
ســماواتُ مُــرْتِ وبعـــد العمـــاد   عـــــلامَ ســـــماواتُ تعتَمِديـــن
وزُلْزِلَــتِ أرضُ وهـــذا حقيــــق   بمَــن بعــدَ ســبطِ الــهدى تســكنين
حلَفــتُ بشَيـــب الحســين الخضيـب   وأعْظِــمْ بشـــيبتٍه مـــن يميــــن
بــأن اْبنَــه هــو ســـرُّ النجـــاة   وكــفَّ الـــعذاب عــن العــــالمين
فلــولا الخليفـــةُ زيــنُ العِبَــــاد   لكــان جميــعُ الـــورى هــــالكين
 

*********************

وزينـــبُ نــادتْ أُخيَّـــاهُ يــــا   حبيبـــاهُ يــــا خِــيْرَةَ العــــالمين
تمنّيــتُ مــن قبــلِ هــذا المصـاب   قضيــتُ ولــيْ يـا أَخــي حـانَ حيَـن
أخـي اليــوم قــد مـات جـدي الرسول   وأمّـــيَ والـــــدةُ الطـــــاهرين
ومــاتَ أخــي الحســـنُ المجتبــى   وعــدتُ مــن الأهــلِ صِــفْرَ اليديـن
وســاقت نــداءً إلــى شيعـــةِ الــ   طّليــق وهــل ثَـــمَّ قلــبٌ يليـــن
أمــا فيكـــمُ رجــــلٌ مســــلمٌ   يُجَهِّــز هــذا  الصريـــعَ الطعيـــن
أَتَــرْكُ ابــنِ فاطمــــةٍ بـــالعراء   يحـــــلّ إذا كنتُــــمُ مســـــلمين
فكـــانَ الجــــوابُ لهـــذا النـداء   بعشـــر خيـــولٍ تـــدوسُ الحسيــن
تُهشِّـــمُ أضلاعَــــه والعظــــام   أيُفعـــلُ هــــذا بسبـــط الأميـــن
وزينــــبُ تنظــــرُهُ والنســــاء   بقلـــبٍ وجيـــعٍ ودمــعٍ سخيــــن
أبــا الشــــهداءِ وحامــي الحمــا   ويــا مَــنْ هــو الفخــرُ للمســـلمين
ســـليلَ الوصــيِّ وقلـــبَ النبــي   وروحَ البتـــولِ وحــــقَّ اليقيــــن
إليـكَ حســينَ الــهدى هـــذه الــ   هديـــةِ مـــن لائـــذٍ مُســــتَعين
بكـــم ســيِّدي وهـو((عبـُد الأمـير))   كثيــرُ الخَطَــا أعظــــمُ المُذنبيـــن
وأغلــــى أمانيـْـــهِ كونكُـــــمُ   لــــه ولمنظومِــــهِ قــــــابلين
لبنجُــوَ مــن شَــرِّ هــذا الزمــانْ   ومِـــنْ نَفْسِـــه والعــــدوّ المبيــن
وأهــوالِ يـــومِ المعـــاد العظيــم   فعطفـــاً عليـــه حمـــا اللاجئيـــن
فمــا خــابَ مــن بِكُـــمُ يسـتجير   لأنَّكُــــمُ أعظــــمُ الشــــــافِعين

بقلم الفقير إلى الله تعالى

عبد الأمير منصور الجمري

شراقات فجر البحرين بصوت صلاح البلادي