تداعيات جملة: (يخور في دمه)!

أوَّلًا: المقدمة

توجد بعض الجُمل، أو المفردات شائعة على ألسنة النَّاس، حيث يتعاملون معها كما لو كانت وحيًا مُنزلًا!، ولو جدَّ جدُّهم في البحث عن معانيها، ودلالاتها لانكشف لهم أنَّها غير صالحة للاستعمال في كلِّ موطن، ومع كلِّ شخصيَّة!

وهنا لا بدَّ من بحث أغوار الاستعمال، وظروف وملابسات ما قد تمَّ إدراجه ضمن معجم لسان المجتمع النَّابض، حتَّى صار مُتسالمًا في التَّعامل به، ولأجل هذا كانت هذه السُّطور؛ لمعرفة تداعيات استعمال جملة من تلك الجُمل التي يحملها بين دفَّتيه (المعجم التَّاريخيُّ)، وهي جملة: (يخور في دمه) وما تنطوي عليه من معانٍ، وما ينتج عنها، وحدود استعمالاتها، ومتى تُقال، وعلى أيِّ شخصَّية يُمكن تُطلق من خلال عَرضها على (المعجم اللُّغوي)، و(النُّصوص التَّاريخيَّة)، و(القرآن الكريم، والحديث الشَّريف).

ثانيًا: معنى (يخور)

هذا استعراض سريع لمعنى كلمة: (يخور) في جملة من المعاجم العربيَّة المعتمدة.

فقد قال:

  • الفراهيديُّ: ‹الخور: رخاوة وضعف في كلِّ شيئ، تقول: خَار يخور خورًا، ورجل خوار، وخور تخويرًا، …، والخوار: عَيب في كلِّ شيئ إلَّا في هذه الأشياء:
  • ناقة خوارة!
  • وشاة خوارة: كثيرة اللَّبن.
  • ونخلة خوارة، أي: صفي كثيرة الحمل.
  • وبعير خوَّار: رقيق حسن.
  • وفرس خوار: حسان، أي: لين العطف، وجمعه خور، والعدد خوارات›.([1])
  • ابن قتيبة الدينوري: ‹ومنه قيل للرَّجل الضَّعيف: خوَّار›.([2])
  • الجوهريُّ: ‹ويقال: طعنه، فخاره خورًا، أي: أصاب خورانه.

وخار الثَّور يخور خوارًا: صاح، ومنه قوله تعالى: ﴿فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ …﴾.([3])

وخار الحرُّ، والرَّجل يخور خؤورة: ضعف، وانكسر!

والاستخارة: الاستعطاف، يقال: هو من الخوار، والصَّوت.

وأصله أنَّ الصَّائد يأتي ولد الظَّبية في كناسه، فيعرك أذنه فيخور، أي يصيح، يستعطف بذلك أمَّه؛ كي يصيدها›.([4])

  • ابن فارس: ‹خور: الخاء، والواو، والرَّاء أصلان:

أحدهما: يدلُّ على صوت.

 والآخر على ضَعف!

فالأوَّل: قولهم: خار الثَّور، يخور، وذلك صوته.

قال الله تعالى: ﴿فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ …﴾ (سورة طه: الآية 88).

وأمَّا الآخر: فالخوار: الضَّعيف من كلِّ شيئ›.([5])

  • ابن الأثير: ‹خور:
  • في حديث الزَّكاة: (يحمل بعيرًا له رغاء، أو بقرة لها خوار)!

الخوار: صوت البقر!

  • ومنه حديث مقتل أبي بن خلف: (فخرَّ يخور كما يخور الثَّور)›!([6])

ثالثًا: ثمرات من المعاجم

من هذه المعاجم يمكننا أنْ نستنتج ثمرات، منها:

الثَّمرة الأولى: إنَّ (الخور) الضَّعف في كلِّ شيئ.

الثَّمرة الثَّانية: إنَّ الخوار: عَيب في كلِّ شيئ إلَّا في هذه الأشياء: (النَّاقة، والشَّاة، والنَّخلة، والبعير، والفرس)!

الثَّمرة الثَّالثة: الخور هو صوت الصِّياح!

الثَّمرة الرَّابعة: إنَّ الرَّجل الضَّعيف والمنكسِر يسمَّى خوَّارًا!

الثَّمرة الخامسة: الخوار هو صوت بعض الحيوانات كالبقر، والثِّيران!

فكلُّ الدَّلالات التي ترشدُ إليه هذه المفردةُ – خور، يخور – لا تتلاءم أبدًا مع ما يُقال في حقِّ أمير المؤمنين (عليه السَّلام) بأنَّه (يخور في دمه)!

فالثَّمرة الأولى تقول: الخور هو ضعف في كلِّ شيئ، وأمير المؤمنين (عليه السَّلام) قويٌّ صلب الإيمان والعقيدة حتَّى والسَّيف في مفرق رأسه!، فقد نادى: «فزت ورب الكعبة».([7])

الثَّمرة الثَّانية تقول: إنَّ الخور عيب في كلِّ شيئ، وقد استثنت أصنافًا!

ومعنى ذلك، فإنَّ الخور عَيْب، والعيب لا يحلُّ بساحة الأمير (عليه السَّلام)، ولا يعرف له طريقًا، ولا ملجأً.

الثَّمرة الثَّالثة تقول: الخور هو صوت الصِّياح، والصِّياح في اللُّغة هو: ‹الصَّوت الشَّديد›([8])، وأمير المؤمنين (عليه السَّلام) حسب الرِّواية: «…، فلمَّا أحسَّ الإمام بالضَّرب لم يتأوَّه، وصبر، واحتسب، …»!([9])

الثَّمرة الرَّابعة تقول: لا تتناسب وأميرَ المؤمنين (عليه السَّلام) الذي لم يكن ضعيفًا، ولا منكسِرًا حتَّى عندما شقَّ السَّيف هامته، حيث تقول الرِّواية – أيضًا -: ‹…، ثمَّ أحاطوا بأمير المؤمنين (عليه السَّلام) وهو يشدُّ رأسَه بمئزره، والدَّم يجري على وجهه ولحيته، …›!([10])، فهل مَن يشدُّ رأسَه بمئزره وهو في مثل هذه الحالة الحَرجة يُعدُّ ضعيفًا منكسرًا؟!

الثَّمرة الخامسة تقول: الخوار هو صوت بعض الحيوانات كالبقر، والثِّيران!، وحاشا أمير المؤمنين (عليه السَّلام) ذلك.

رابعًا: فيمَن تُقال كلمة: (يخور)؟

إذا تتبعنا المصادر التَّاريخيَّة، فسنجد أنَّ جملة (يخور في دمه) لها جوُّها الخاصُّ، وقد قِيلت في شخصيَّات معيَّنة تصف حالها، ولم نجد أنَّها قد أُثِرت عن أئمَّة أهل البيت (عليهم السَّلام) في وصف شهادة شخصيَّة مثل أمير المؤمنين (عليه السَّلام)!، فقد قِيلت هذه الجملة (يخور في دمه) في – مثل –:

  • أُبَيّ بن خلف، قال ابن الأثير: ‹ومنه حديث مقتل أُبَيِّ بن خلف: (فخرَّ يخور كما يخور الثَّور)›!([11])، حيث ورد: ‹.. طعن (عليه وآله السَّلام) أُبَيًّا في جربان الدرع، فاعتنق فرسه، فانتهى إلى عسكره وهو يخور خوار الثَّور، …›.([12])
  • ابن ملجم: أوصى أمير المؤمنين (عليه السَّلام) الإمامَ الحسنَ (عليه السَّلام) لتنفيذ القصاص بابن ملجم قائلًا: ‹…، فقال الحسن (عليه السَّلام): أنا مُمتثِل فيه ما أمرني به أمير المؤمنين (عليه السَّلام) أَضْرِبْهُ ضربةً بالسَّيف حتَّى يموت فيها، …، فارتفع السَّيفُ إلى باعه، فأبرأه، فانقلب عدوُّ الله على قفاه يخور في دمه، …›!([13])

فعندما نقرأ كلماتهم (عليهم السَّلام)، وبالأخصِّ كلمات الحسنين (عليهما السَّلام) – اللَّذَيْن عاينا جريمة اغتيال أبيهما (عليه السَّلام) – وهما يتحدَّثان عن شهادة أبيهما أمير المؤمنين (عليه السَّلام) لم يكن ذلك الوصف: (يخور في دمه) قد أُثِر عنهما في وصف شهادته!، خاصَّة وأنَّ شخصيَّة مثل الأمير (عليه السَّلام) لا يمكن توصيف حاله، والتَّعرُّض إلى شخصه من دون ما أُثِر عنهم (عليهم السَّلام)، كما أنَّ جدَّهم (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) الذي هو أفصح مَن نطق بلغة الضَّاد لم يصف أحدَ أصحابه عند استشهاده بمثل هذه الجملة!

وفي حديثه (صلَّى الله عليه وآله) مع أمير المؤمنين (عليه السَّلام) عن مستقبل شهادته، دار هذا الحديث: «قوله (عليه السَّلام) لمَّا قال له ابن عمِّه وأخوه رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): كيف صبرك إذا ضُرِبت على قَرنك، واختضب شيبُك بدمِك، وأنت في محراب صلاتك ساجدًا لربِّك؟، فقال (عليه السَّلام): ذلك مقام الشُّكر، لا مقام الصَّبر»!([14])

إنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) استعمل أسلوبًا راقيًا في التَّعبير – وهو الذي يجدر أنْ يُحتذى به – عن مشهد الشَّهادة الذي ينتظره أمير المؤمنين (عليه السَّلام)، حيث قال له: «كيف صبرك إذا ضُربت على قرنك، واختضب شيبُك بدمك»!

فالضَّرب على القَرن هو: الضَّرب على ‹خصلة الشَّعر›!([15])

وبعدها وصف النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآله) مشهد الشَّهادة، وما سيكون عليه أمير المؤمنين (عليه السَّلام) بروعة المفردات والمعاني: «واختضب شيبك بدمك»!

فهو خضاب الشَّهادة الذي لا يليق إلَّا بمثله (عليه السَّلام) حينما يُزفُّ إلى جنان الخُلد، وكأنَّه (صلَّى الله عليه وآله) يُكنِّي بذلك عن سعادة المآل، وحسن الختام الذي يفرح به كلُّ مؤمن يرجو لقاء ربِّه، لِما في استعمال الخِضاب – عادةً – دلالة على عقد مجالس الأنس، والسَّعادة.

كما قد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام) نفسِه عندما جاءه اليهوديُّ يسأله بعض المسائل: «…، أخبرني عن وصيِّ محمَّد، كم يعيش من بعده؟

وهل يموت، أو يُقتل؟

قال (عليه السَّلام): يا هارونيُّ، يعيش بعده ثلاثين سنة، لا يزيد يومًا ولا ينقص يومًا، ثمَّ يُضرَبُ ضربة ههنا – يعني على قرنه -، فتخضب هذه مِن هذا، …»!([16])

فالذي ورد عنهم: «اختضب شيبك بدمك»، و«فتُخضب هذه من هذا».

أمَّا ما نجده من توصيف أمير المؤمنين (عليه السَّلام)، أو أحد المعصومين من أبنائه (عليهم السَّلام) بذلك الوصف (يخور في دمه)، فهو خارج عن أدب البيان، وأكثره لا يكون مأثورًا عنهم (عليهم السَّلام)، بل هو توصيف من قبل ناقل الحَدَث الذي ربَّما زلَّ قلمه، وتهافت بيانه فيما ستؤدِّيه من مداليل خارجة عن أدب التَّوصيف، وتداعيات ما ستُحدثه!

خامسًا: حدود محاكاة لغة العرب

وفيه نوعان:

النَّوع الأوَّل: الكلام العامُّ

لربما يُقال: إنَّ ذلك الوصف (يخور في دمه) جاء محاكاةً للغة العرب في بلاغتهم، وأدب بيانهم، وأنَّ استعارة ما قالوه هو عين الصَّواب، وسَبْحًا في فلك لغة الضَّادِّ، والقرآن الكريم جاء وفق لغة العرب إعجازًا.

ولكن، هل كلُّ ما جاءت به العرب من ضروب البلاغة والبيان قد اعتمدها القرآن الكريم، والإسلام الحنيف؟

ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ بعض ضروب التَّشبيهات، والاستعارات التي جاءت بها العرب لم يعتمدها القرآن الكريم، ولا الإسلام الحنيف كخارطة طريق في تبليغ الدَّعوة، وتشييد عُرى الإيمان.

إنَّ الذي اعتمده الإسلام في ذلك، وجاء القرآن الكريم به؛ ليحاكي بمفرداته ومعطياته لغة العرب هو في القواعد العامَّة للغة العربيَّة السَّليمة استعمالًا ومعنًى، وذات الدَّلالات الإيجابيَّة، كما أنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) إضافة إلى ذلك قد وجَّه هو أيضًا الأُمَّةَ إلى استعمال الصَّحيح من البيان.

ليس كلُّ استعمال استعملته العرب من وحي بيتها، وبيئتها، وتربيتها، وحضارتها قد اعتمده النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآله)، فقد ورد عنه (صلَّى الله عليه وآله): «لمَّا زوَّج رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) فاطمة (عليها السَّلام) قالوا: بالرَّفاء، والبنين([17])!

فقال (صلَّى الله عليه وآله): لا، بل على الخير والبركة»!([18])

النَّوع الثَّاني: في الأمثال

ممَّا لا ريب فيه أنَّ الأمثال هي أحد أجنحة البلاغة التي من خلالها توصل المعاني بأوجز الألفاظ والدَّلائل إلَّا أنَّها هي الأخرى لا تسلم من تَبِعَات بعض الأساليب التي لا تتوافق وروح الاستخدام العام في ظِلال السَّاحة الإسلاميَّة السَّمحاء.

فليس كلُّ مَثَل جرى استعماله في لغة العرب يمكن التَّعاطي معه، والمشي في ضوئه، وعلى غراره!، حيث هناك من الأمثال – بليغة في بيتها وبيئتها من حيث الاستعمال المجرَّد عن معانيها ودلالاتها – ولكن لا يمكن القَبول بها لِمَا يُعطي معناها خروجًا عن مألوف الإسلام، وساحته النَّزيهة الطَّاهرة عن شوائب مآلات المفردات التي صاغتها بيئة تعجُّ بالمُنكرات والفواحش، أو تئنُّ تحت وطأة الانفلات الأخلاقيِّ، أو تَكْسُر المحظور والمحرَّمات، وتخدش الحياء العام، أو توهن وتُضعف من الشَّخصيَّات، وتعرقل مسيرة العطاء على مستوى الفرد والجماعة.

فليس كلُّ مثل يُمكن قَبوله!، فقولهم – مثلًا -: ‹أرني غيًّا أزِد فيه!، مَثَل للرَّجل يشتهي الشَّرَّ›([19])، فمثل هذا المَثل هو إغراء بالشَّرِّ!

سادسًا: تحليل جملة: (يخور في دمه)

يجدر النَّظر إلى مفردات هذه الجملة، وما تؤدِّيه من معنى متكامل بانضمام بعضها إلى بعض، فكلمة:

  • (يخور)، قد تقدَّمت معانيها آنفًا، وهي إجمالًا:
  • الخور: رخاوة وضعف في كلِّ شيئ.
  • الخوار: الرَّجل الضَّعيف، والمنكسِر.
  • الخور: صورت بعض الحيوانات.
  • (في)

حرف جرٍّ له عشرة معانٍّ.([20])

  • (الدَّم): معروف!

ففي محاولة الجمع بين هذه المفردات الآنفة الذِّكر، وملاءمتها بين الظَّرف الذي قِيلت فيه، وأخذًا بمناسبات الحكم والموضوع نرى أنَّ بعضها لا يلتئم مع بعض في المعنى عند احتكاكها فيما بينها، ولا تولِّد على إثر ذلك معاني ذات فائدة مرجوَّة!

 فإذا ضممنا مفردة (يخور) – مع عدم إغفالنا للمعنى الذي تحدِثه في السِّياق الذي جاءت فيه، والمناسبة التي قِيلت فيها – إلى الكلمات الأخرى وهي: (في)، و(دمه)، سنجد أنَّها تفرز عدَّة احتمالات ضمن بناء النَّصِّ، وبيئة الموقف، وفيمَن قِيلت!

فالجملة هي: (يخور في دمه)، والاحتمالات للمعنى الذي ستنتجه هذه الجملة مع المعاني الملفَّقة لمفردات كلماتها اللُّغويَّة بعضها سيتلاءم مع السِّياق اللُّغويِّ، والبعض الآخر سيكون حوشيًّا غريبًا لا ينسجم مع المعنى المراد، بل إنَّ بعضها لا يُحقِّقُ معنًى صحيحًا!

 فمن الاحتمالات:

  • إنَّه (عليه السَّلام) ضعف وانكسر في مكانه عند إهراق دمه!
  • إنَّه (عليه السَّلام) أصدر صوتًا كما الحيوانات – وحاشاه – في مكانه عند إهراق دمه!

فهذين الاحتمالين هما اللَّذان يمكن أنْ تكون صياغتهما تؤدِّيان إلى ما لا يمكن قبوله على مستوى ما يُحسن السُّكوت عليه!

الاحتمال الأوَّل: احتمال الضَّعف والانكسار

والحديث – هنا – عن حدث الضَّعف والانكسار في الموقف، أو الحالة الجسديَّة، أو الانهيار النَّفسيِّ.

مع ملاحظة سياق الحدَث – حدث الاغتيال – الذي جرى في مسجد الكوفة على يد ابن ملجم نجد أنَّه (عليه السَّلام) قد أجاب رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) عندما سأله: «كيف صبرك إذا ضُرِبت على قَرنك، واختضب شيبُك بدمِك، وأنت في محراب صلاتك ساجدًا لربِّك؟، فقال (عليه السَّلام): ذلك مقام الشُّكر، لا مقام الصَّبر»([21]) -، فإنَّ مَن كان مرتاضًا، وموطِّنَ النَّفس على وسام الشَّهادة لا يخور ولا يضعف، كيف له أنْ يضعف وهو يعلم علم اليقين بمآل أموره؟

حيث إنَّه (عليه السَّلام) قد طوى مراحل الصَّبر تحت جناحيه.

فالصَّبر على قضاء الله تعالى قد تشرَّبت به روحُه الخلَّاقةُ وفق تربيَّة نبويَّة، وعند وقوع الحَدَث الجَلَل يجب أنْ يكون البرهان جليًّا، وقد كان!، ومَن يعدُّ لمقام الشُّكر عدَّته لا يمكن أنْ يضعف، وينكسر، فقد ورد عنه (عليه السَّلام) عندما جاءه اليهوديُّ يسأله بعض المسائل: «…، أخبرني عن وصيِّ محمَّد، كم يعيش من بعده؟، وهل يموت، أو يُقتل؟، قال (عليه السَّلام): يا هارونيُّ، يعيش بعده ثلاثين سنة، لا يزيد يومًا ولا ينقص يومًا، ثمَّ يُضرَبُ ضربة ههنا – يعني على قرنه -، فتخضب هذه مِن هذا، …»!([22])، فالإعداد كان قائمًا على قدم وساق، وقد أبداه في محافل عدَّة.

أمَّا مع احتمال الضَّعف في الحالة الجسديَّة من فرط ما نزف (عليه السَّلام) من دمه الشَّريف، وحَمْل موقف الاغتيال على هذا المحتمل، فلا يكاد يتلاءم مع مجريات الحَدَث، ومعاني النَّصِّ الذي يقول: (يخور في دمه)!

فهل سيكون المعنى صحيحًا؟

وهل سيكون التَّوصيف دقيقًا عندما نقول: يضُعف وينكسر في دمه؟!

كلُّ ذلك يُعطي نتيجة مغايرة لما هو عليه سياق النَّصِّ، ومجريات الأحداث!

بل كيف سيكون الضَّعف والانهيار الجسديُّ متلائمًا مع ما سيأتي – في الاحتمال الثَّاني -، حيث: «…، ثمَّ أحاطوا بأمير المؤمنين (عليه السَّلام) وهو يشدُّ رأسَه بمئزره، والدَّم يجري على وجهه ولحيته، وقد خضبت بدمائه، وهو يقول: هذا ما وعد اللهُ ورسولُه، وصدق اللهُ ورسولُه، …»؟!([23])

هل مَن كان متهاويًا في القِوى، ضعيفًا تَعِبًا سيشدُّ رأسه بمئزره؟!، «وهو يشدُّ رأسَه بمئزره، والدَّم يجري على وجهه ولحيته، وقد خضبت بدمائه، …»؟!

 الاحتمال الثَّاني: التَّصويت كالحيوانات!

أيُّ مخلوق عندما يصيبه الألم بجرح، أو مرض سيُصدر صوتًا يُعبِّر به عن مقدار ذلك الألم الذي ألمَّ به، وبما أنَّ معطيات الأحداث تشهد بأنَّ كلَّ مَن يُصاب بمثل ما أصاب به أمير المؤمنين (عليه السَّلام) من ضربة غادرة لا بدَّ له من إصدار صراخ، بل ولربَّما يصدر صراخًا مُبالغًا فيه!، ولكن ما هو ماهيَّة ذلك الصَّوت الذي صدر من محراب مسجد الكوفة؟

إنَّ الذي تشهد به الرِّوايات أنَّ أمير المؤمنين (عليه السَّلام) ما أنْ نزل السَّيفُ المسلول على مفرق رأسه نادى: «فزت وربِّ الكعبة»([24])، وهذا أقصى ما وصلنا من تلك الرِّوايات التي تذكرها كُتب الحديث، والتَّاريخ، إذ: «… أخذت الضَّربة إلى مفرق رأسه إلى موضع السُّجود، …، فلمَّا أحسَّ الإمام بالضَّرب لم يتأوَّه، وصبر، واحتسب، ووقع على وجهه، وليس عنده أحدٌ قائلًا: بسم الله وبالله، وعلى ملَّة رسول الله»!

وأحاط النَّاس بأمير المؤمنين (عليه السَّلام) وهو في محرابه يشدُّ الضَّربة، ويأخذ التُّراب، ويضعه عليها، …».([25])

قال الرَّاوي: فلمَّا سمع النَّاس الضَّجة ثار إليه كلُّ مَن كان في المسجد، وصاروا يدورون، ولا يدرون أين يذهبون من شدَّة الصَّدمة والدَّهشة، ثمَّ أحاطوا بأمير المؤمنين (عليه السَّلام) «وهو يشدُّ رأسَه بمئزره، والدَّم يجري على وجهه ولحيته، وقد خضبت بدمائه وهو يقول: هذا ما وعد الله ورسوله، وصدق الله ورسوله»!([26])

  فالذي أصدره الأمير (عليه السَّلام) من أصوات وكلمات – كما في النَّصِّ الآنف – هي:

  • في بادئ ذي بدء لمَّا هوى السَّيف، وفلق هامته – وكان يعرف أنَّها اللَّيلة التي وعده بها رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) -، وأحسَّ (عليه السَّلام) بحرارة ضربة السَّيف لم يتأوَّه!، حيث: «فلمَّا أحسَّ الإمام بالضَّرب لم يتأوَّه، وصبر، واحتسب»!!
  • حينما «وقع على وجهه (عليه السَّلام) – وليس عنده أحدٌ – قائلًا: بسم الله، وبالله، وعلى ملَّة رسول الله»!
  • كان أربط النَّاس جأشًا، وأصبرهم على أمر الله تعالى حينما التفُّوا حوله في مسجد الكوفة وقد تخضَّب بدمه، وكان يتلو آيات من الذِّكر الحكيم، ويحاول جاهدًا أنْ يخفِّف من ألم وقْع السَّيف، حيث قال: «… جاء أمر الله، وصَدَق رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)».
  • وقال أيضًا: «وهو يشدُّ رأسه بمئزره، والدَّم يجري على وجهه ولحيته، وقد خضبت بدمائه وهو يقول: هذا ما وعد الله ورسوله، وصدق الله ورسوله»!

فكلُّ المشهد الذي رسمته الرِّواية الآنفة بفصولها تنصُّ أنَّ أمير المؤمنين (عليه السَّلام) أنَّه «لم يتأوَّه»!، وما صدر عنه من صوت وكلام – وهو في حال اختضاب لحيته بدم هامته – سوى ذِكْر الله تعالى وبآيات من الذِّكْر الكريم، وتصديق رسول الله (صلَّى الله عليه وآله).

لم يصدر منه إلَّا ما يكشف عن سريرته، وما تنطوي عليه روحه من إيمان راسخ، وقدم ثابته، وجَلَال كلمات تنبِئ عن تعلُّقه بالملكوت الأعلى!

سابعًا: أهم نتائج البحث

  • إنَّ جملة (يخور في دمه):
  • لا تُقال إلَّا في مواطن التألُّم، وإصدار أصوات توصف بأصوات الحيوانات.
  • تُقال – عادة – فيمَن يهلك وهو غير مؤمن بالله تعالى وأنبيائه، ورسله، وأوصيائهم (عليهم السَّلام).
  • عندما يُراد توصيف شخص ضعيف القوى، متهالك الجسد يقال له: خارت قواه، أو تخور قِواه، وهو غارق في دمه!
  • إنَّ استعمال الكنايات – على فرض كون تلك الجملة (يخور في دمه) كناية، أو استعارة، أو أي أمر بلاغي آخر – هو دأب بلاغيٌّ، ولكن إذا ما تــعــارض هـذا الاستعــمــال – ولو بــحــســاب الاحــتــمــالات – في توصيف شخصيَّة كشخصيَّة أمير المؤمنين (عليه السَّلام)، فهل يمكن إجراؤُه، واستعماله، والإيغال في طرحه كمُسلَّمات بلاغيَّة متسالمة عليها بين العرب؟!

ثامنًا: التَّوصيات

  • يجدر التَّخلُّق في الحديث عن أهل البيت (عليهم السَّلام)، ومنبع الطَّهارة بما وَصَفوا هم أنفسهم به خاصَّة في مثل هذه الأحداث والمجريات، إذ لدينا ما وَسَمُوا به أنفسهم، فبدلًا من أنْ يقال: (يخور في دمه) عند سرد وقائع الشَّهادة أنْ يُقال مثل قالوه، أو محاكاة لما قالوه – على الأقل -، مثل:
  • اختضب شيبُه بدمِهِ.
  • اختضبت لحيتُهُ بدمِ هامته.
  • يجدر الاحتراز في التَّعامل مع الإمام المعصوم، ولا نكون كالذين يُهينون مقدَّساتهم – سواء عن عمد، أم دون عمد -، فعلى أقل تقدير يَحسُن التَّوقُّف في موارد الشُّبهات اللَّفظيَّة والمعنويَّة في حقِّهم (عليهم السَّلام).

تاسعًا: الخاتمة

إنَّ استعمال المفردات إزاء أيِّ شخصيَّة معصومة مقدَّسة منوط باستعمال لا يخرج عن سمت تلك الشَّخصيَّة، ولا يخدش بكرامتها، وموقعها، وقدسيتها، ويجدر اتِّباع المعصومين (عليهم السَّلام) في توصيف أنفسهم وغيرهم، كي لا تخرج الأمور عن نصابها، ومن باب هم أعلم بما يقولون.

 

 المصادر والمراجع

أوَّلًا القرآن الكريم وعلومه
ثانيًا الحديث الشَّريف وعلومه، والمسانيد والصِّحاح، والمناقب
الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة: محمَّد الغروي، الطبعة: الثالثة، سنة الطبع: 1415 هـ، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة – إيران.
بحار الأنوار: العلَّامة المجلسي، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ويحيى العابدي الزنجاني، الطبعة: الثالثة المصححة، سنة الطبع: 1403 هـ – 1983 م، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان.
الخصال: الشَّيخ الصدوق، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، سنة الطبع: 18 ذي القعدة الحرام 1403 هـ – 1362 ش، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة – إيران.
روضة الواعظين: الفتَّال النيسابوري، تقديم: السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان، النَّاشر: منشورات الشَّريف الرَّضي، قم – إيران.
شرح نهج البلاغة: ابن ميثم البحراني، عني بتصحيحه عدة من الأفاضل وقوبل بعدة نسخ موثوق بها، الطبعة: الأولى، سنة الطبع: تابستان 1362 ش، المطبعة: چاپخانه دفتر تبليغات إسلامي، النَّاشر: مركز النَّشر مكتب الإعلام الإسلامي – الحوزة العلميَّة، قم – إيران.
الكافي: الشَّيخ الكليني، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، الطبعة: الخامسة، سنة الطبع: 1363 ش، المطبعة: حيدري، النَّاشر: دار الكتب الإسلاميَّة، طهران – إيران.
مستدرك سفينة البحار: الشَّيخ علي النَّمازي الشَّاهرودي، تحقيق وتصحيح: الشيخ حسن بن علي النمازي، سنة الطبع: 1419 هـ، النَّاشر: مؤسسة النشر الإسلامي التَّابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة – إيران.
ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار: العلامة المجلسي، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، سنة الطبع: 1407 هـ، المطبعة: مطبعة الخيام – قم، النَّاشر: مكتبة آية الله المرعشي، قم – إيران.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة: حبيب الله الهاشمي الخوئي، تحقيق: سيد إبراهيم الميانجي، الطَّبعة: الرابعة، المطبعة: مطبعة الاسلامية بطهران – إيران.
النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين: السَّيِّد نعمة الله الجزائري، سنة الطبع: 1404 هـ، الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم – إيران.
هداية الأمَّة إلى أحكام الأئمَّة: الحر العاملي، الطبعة: الأولى، سنة الطبع: 1414 هـ المطبعة: مؤسسة الطبع والنشر التابعة للآستانة الرضوية المقدسة، النَّاشر: مجمع البحوث الإسلاميَّة، مشهد – إيران.
الوافي: الفيض الكاشاني، تحقيق: مركز التحقيقات الدينية والعلمية في مكتبة الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السَّلام)، الطبعة: الأولى، سنة الطبع: محرم الحرام 1415 ه‍ – 1373 ش، المطبعة: طباعة أفست نشاط أصفهان، الناشر: مكتبة الامام أمير المؤمنين علي (عليه السَّلام) العامة، أصفهان – إيران.
وفيات الأئمَّة: من علماء البحرين والقطيف، الطبعة: الأولى، سنة الطبع: 1412 هـ- 1991 م، الناشر: دار البلاغة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان.
ثالثًا اللُّغة، والأدب
أدب الكاتب: أبو محمَّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الكوفي المروزي الدينوري، حقق وضبط غريبه، وشرح أبياته، والمهم من مفرداته: محمد محيي الدِّين عبد الحميد.
ترتيب إصلاح المنطق: ابن السكيت الأهوازي، ترتيب وتقديم وتعليق: الشيخ محمد حسن بكائي، الطبعة: الأولى، سنة الطبع: 1412 هـ، المطبعة: مؤسسة الطبع والنشر في الآستانة الرضوية المقدسة، الناشر: مجمع البحوث الإسلامية، مشهد – إيران.
جواهر الأدب في معرفة كلام العرب (معجم للحروف العربية): علاء الدين بن علي الإربلي، صنعة: الدكتور إميل بديع يعقوب، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان.

موسوعة الحروف في اللغة العربية: الدكتور إميل بديع يعقوب، الطَّبعة الثَّانية، سنة الطَّبع: 1415 هـ – 1995 م، دار الجيل، بيروت – لبنان.

الصِّحاح: الجوهريُّ، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، الطَّبعة: الرابعة، سنة الطبع: 1407 هـ، المطبعة والناشر: دار العلم للملايين، بيروت – لبنان.
العين: الخليل الفراهيدي، تحقيق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرائي، الطَّبعة: الثانية، سنة الطبع: 1410 هـ، النَّاشر: مؤسسة دار الهجرة، قم – إيران.
غريب الحديث: ابن قتيبة الدينوري، تحقيق: دكتور عبد الله الجبوري، الطبعة: الأولى، سنة الطَّبع: 1408 هـ، الناشر: دار الكتب العلمية، قم – إيران.
كتاب جمهرة الأمثال: الشَّيخ أبو هلال العسكري، حققه وعلَّق حواشيه ووضع فهارسه: محمَّد أبو الفضل إبراهيم، وعبد المجيد قطايش، الطَّبعة الأولى، سنة الطبع: 1424 هـ – 2003 م، المكتبة العصرية للطباعة والنشر، بيروت – لبنان.
مجمع البحرين: الشيخ فخر الدين الطريحي، الطبعة: الثانية، سنة الطبع: شهريور ماه 1362 ش، المطبعة: چاپخانهء طراوت، الناشر: مرتضوي.
معجم مقاييس اللغة: أحمد بن فارس بن زكريا (ابن فارس)، تحقيق: عبد السَّلام محمد هارون، سنة الطبع: 1404 هـ، المطبعة والناشر: مكتبة الإعلام الإسلامي.
مغني اللبيب عن كتب الأعاريب: الإمام ابن هشام الأنصاري المصري، خرَّج آياته، وعلَّق عليه: أبو عبد الله علي عاشور الجنوبي، الطبعة الثانية، سنة الطبع: 1428 هـ – 2008 م، دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان.
النهاية في غريب الحديث والأثر: مجد الدين ابن الأثير، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي، ومحمود محمد الطناحي، الطَّبعة: الرابعة، سنة الطبع: 1364 ش، الناشر: مؤسسة إسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع، قم – إيران.

[1] – العين 4/302: الخليل الفراهيدي.

[2] – غريب الحديث 2/318: ابن قتيبة الدينوري.

[3] – سورة طه: الآية 88.

[4] – الصِّحاح 2/651: الجوهريُّ.

[5] – معجم مقاييس اللغة 2/227: أحمد بن فارس بن زكريا (ابن فارس).

[6] – النهاية في غريب الحديث والأثر 2/87: مجد الدين ابن الأثير.

[7] – وفيات الأئمَّة، الصفحة 56: من علماء البحرين والقطيف.

[8] – العين 3/270: الخليل الفراهيدي.

[9] – بحار الأنوار 42/281: العلَّامة المجلسي.

[10] – بحار الأنوار 42/281: العلَّامة المجلسي.

[11] – النهاية في غريب الحديث والأثر 2/87: مجد الدين ابن الأثير.

[12] – ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار 9/459: العلامة المجلسي.

[13] – بحار الأنوار 42/298: العلَّامة المجلسي.

[14] – النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين، الصفحة 352: السَّيِّد نعمة الله الجزائري.

[15] – ترتيب إصلاح المنطق، الصَّفحة 305: ابن السكيت الأهوازي.

[16] – الكافي 1/530: الشَّيخ الكليني.

[17] – قال ابن قتيبة: “بالرفاء والبنين: يُدعى بذلك للمتزوِّج.

والرَّفاء: الالتحام، والاتِّفاق، ومنه أُخذ رَفْء الثَّوب.

ويقال: بالرَّفاء: من رفوت الرَّجل، إذا سكَّنته”.

أدب الكاتب، الصَّفحة 41: أبو محمَّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الكوفي المروزي الدينوري.

[18] – الكافي 5/568: الشَّيخ الكليني.

[19] – كتاب جمهرة الأمثال 1/154: الشَّيخ أبو هلال العسكري.

[20] – مغني اللبيب عن كتب الأعاريب 1/107: الإمام ابن هشام الأنصاري المصري.

[21] – النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين، الصفحة 352: السَّيِّد نعمة الله الجزائري.

[22] – الكافي 1/530: الشَّيخ الكليني.

[23] – بحار الأنوار 42/281: العلَّامة المجلسي.

[24] – بحار الأنوار 41/2: العلامة المجلسي.

[25] – بحار الأنوار 42/281: العلَّامة المجلسي.

[26] – بحار الأنوار 42/281: العلَّامة المجلسي.